الاستعداد ليوم المعاد by KH. Wazier Alie

بسم الله الرحمن الرحيم

       الحمد لله فى كل حين وأوقات، والصلاة على رسوله أشرف الخلق والبريات.

       هذه منبهات مما صنفه الشيخ شهاب الملة والحق والدين أحمد بن علي بن محمد بن أحمد العسقلاني الأصل ثم المصري الشافعي الشهير بابن الحجر على الإستعداد ليوم المعاد، فإن منها ما يكون مثني، ومنها ما يكون ثلاثيا، إلى تمام العشرة.

بسم الله الرحمن الرحيم

باب الثنائي

منه ما روي عن النبي أنه قال:  

خصلتان لا شيء أفضل منهما: الإيمان بالله والنفع للمسلمين وخصلتان لا شيء أخبث منهما: الشرك بالله والضر بالمسلمين[1].

وقال عليه السلام: عليكم بمجالسة العلماء[2] واستماع كلام العلماء، فإن الله تعالى يحيي القلب الميت بنور الحكمة[3] كما يحيي الأرض الميتة بماء المطر.

وعن أبي بكر الصد يق[4]: من دخل القبر بلا زاد فكأنما ركب البحر بلا سفينة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما الميت فى قبره إلا كالغريب المغوث إي الطالب لأن يغاث.

       وعن عمر[5]: عز الدنيا بالمال وعز الآخرة بصالح الأعمال.

وعن عثمان[6]: هم الدنيا ظلمة فى القلب، وهم الآخرة نور فى القلب.

وعن علي[7]: من كان فى طلب العلم كانت الجنة فى طلبه؛ ومن كان فى طلب المعصية كانت النار فى طلبه.

  وعن يحيى بن معاذ[8]: ما عصى الله كريم وما آثر الدنيا على الآخرة حكيم.

وعن الأعمش[9]: من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصف ربح دينه، ومن كان رأس ماله الدنيا كلت الألسن عن وصف خسران دينه.

والمعنى: من تمسك على التقوى بامتثال أوامر الله واجتناب المعاصي بأن أسس افعاله بموافقات الشرع فله حسنات كثيرة لا تحصى ومن تمسك على أمور مخالفات للشرع فله سيئات كثيرة عجزت الألسن عن ذكر ذلك بالعدد.

  وعن سفيان الثوري[10]: كل معصية عن شهوة فإنه يرجي غفرانها، وكل معصية عن الكبر فإنه لا يرجي غفرانها لأن معصية إبليس كان أصلها من الكبر ولأن زلة آدم كان أصلها من الشهوة.

  وعن بعض الحكماء: لا تحقروا الذنوب الصغار[11] فانها لا تتشعب منها الذنوب الكبار.

  وعن النبي صلى الله عليه وسلم: لا صغيرة مع الإصرار[12] ولا كبيرة مع الاستغفار.

       وقيل: هم العارف الثناء وهم الزاهد الدعاء لأن هم العارف ربه وهم الزاهد نفسه.

       وعن بعض الحكماء: من توهم أن له وليا أولى من الله قلت معرفته بالله ومن توهم أن له عدوا أعدى من نفسه قلت معرفته بنفسه.

       وعن أبى بكر الصديق رضى الله عنه فى قوله تعالى: ظهر الفساد فى البَرّ والبحر قال: البَرّ هو اللسان والبحر هو القلب فإذا فسد اللسان بكت عليه النفوس وإذا فسد القلب بكت عليه الملائكة.

       قيل: إن الشهوة تصير الملوك عبيدا والصبر يصير العبيد ملوكا ألا ترى إلى يوسف وزليخا.

       وقيل: طوبى[13] لمن كان عقله أميرا وهواه أسيرا وويل[14] لمن كان هواه أميرا وعقله أسيرا.

       وقيل: من ترك الذنوب رقّ[15] قلبه وترك الحرام وأكل الحلال صفّت فكرته.

وأوحي إلى بعض الأنبياء أطعني فيما أمرتك ولا تعصنى فيما نصحتك.

 [و] قيل: اكمال العقل اتباع رضوان الله تعالى واجتناب سخطه.

 [و] قيل: لا غربة للفاضل ولا وطن للجاهل.

 [و] قيل: من كان بطاعة عند الله قريبا كان بين الناس غريبا.

[و] قيل: حركة الطاعة دليل المعرفة، كما أن حركة الجسم دليل الحيوية.

قال النبي: أصل جميع الخطايا حب الدنيا، وأصل جميع الفتن منع العشر والزكاة.

قيل: المقر بالتقصير أبدا محمود. والإقرار بالتقصير علامة القبول.

[و] قيل كفران[16] النعمة لؤم، وصحبة الأحمق شؤم.

قال الشاعر:

يا من بد نيـاه اشتغـل[17]   ]      قد غره طـول الأمل

أو لم  يزل  فى غفلـة ]    حتى دنا  مـنه الأجل

الــمـوت يأتي بغـتة      ]    والقبر صندوق العمل

إصبر على أهـوالهــا    ]    لاموت إلا بالأجــل

 

 

باب الثلاثي

       روي عن النبي أنه قال:

       من أصبح وهو يشكو ضيق المعاش فكأنما يشكو ربه، ومن أصبح لأمور الدنيا حزينا فقد أصبح ساخطا على الله، ومن تواضع لغني لغناه فقد ذهب ثلثا دينه.

وعن أبي بكر الصديق: ثلاث لا يدركن بثلاثة: الغنى بالمنى[18]، والشباب بالخضاب، والصحة بالأدوية.

       وعن عمر: حسن التودد[19] إلى الناس نصف العقـل، وحسن السؤال نصف العلم، وحسن التدبير[20] نصف المعيشة.

وعن عثمان: من ترك الدنيا أحبه الله تعالى، ومن ترك الذنوب أحبه الملائكة، ومن حسم الطمع[21] عن المسلمين أحبه المسلمون.

وعن علي: إن من نعيم الدنيا يكفيك الإسلام نعمة، وإن من الشغل يكفيك الطاعة شغلا، وإن من العبرة[22] يكفيك الموت عبرة.

       ومن عبد الله بن مسعود[23]: كم من مستدرج بالنعمة عليه وكم من مفتون بالثناء عليه وكم من مغرور بالتستر عليه.

       وعن داود النبي[24] قال: أوحي فى الزبور، حق على العاقل أن لا يشتغل إلا بثلاث: تزود لمعاد، ومؤونة لمعاش، وطلب لذة بحلال.

       وعن أبي هريرة أنه قال: قال النبي: ثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، وثلاث درجات وثلاث كفارات، أما المنجيات فخشية الله تعالى فى السر والعلانية، والقصد فى الفقر والغنى، والعدل فى الرضاء والغضب، وأما المهلكات فشح شديد[25]، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه. وأما الدرجات فإفشاء السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام. وأما الكفارات فإسباغ الوضوء فى السبرات[26] ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.

وقال جبريل: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقها، واعمل ما شئت فإنك مجزي به.

قال النبي: ثلاث نفر يظلهم الله تحت ظل عرش يوم لا ظل إلا ظله: المتوضىء فى المكاره[27] والماشي إلى المساجد فى الظلم، ومطعم الجائع.

       وقيل لإبراهيم[28] لأي شيء اتخذك الله خليلا؟ قال بثلاثة أشياء: اخترت أمر الله تعالى على أمر غيره، وما إهتممت بما تكفل الله لي، وما تعشيت وما تغديت إلا مع الضيف.

وعن بعض الحكماء: ثلاثة أشياء تفرج الغُصَص[29]. ذكر الله تعالى، ولقاء أوليائه، وكلام الحكماء.

       وعن الحسن البصري[30] من لا أدب له لا علم له، ومن لا صبرله لا دين له، ومن لا ورع له لا زلفى[31] له.

       وروي أن رجلا خرج من بني إسرائيل إلى طلب العلم فبلغ ذلك نبيهم فبعث إليه (النبي) فأتاه (الرجل) فقال له: يا فتى، أعظك بثلاث خصال فيها علم الأولين والأخرين، خف الله فى السر والعلانية، وامسك لسانك عن الخلق لا تذكرهم إلا بخير، وانظر (حبزك) الذي تأكله حتى يكون من الحلال. فامتنع الفتى عن الخروج.

       وروي أن رجلا من بني إسرائيل جمع ثلاثين تابوتا[32] من العلم ولم ينتقع بعلمه، فأوحى الله تعالى إلى نبيهم[33] أن قل لهذا الجامع لو جمعت كثيرا من العلم لم ينفعك إلا أن تعمل بثلاثة أشياء: لا تحب الدنيا فليس بدار المؤمنين، ولا تصاحب الشيطان فليس برفيق المؤمنين، ولا تؤذ أحدا فليس بحرفة المؤمنين.

       وعن أبي سليمان الداراني[34] أنه قال فى المناجاة: إلهي، لئن طالبتني بذنبي لأطلبنك[35] بعفوك ولئن طالبتني ببخلي لأطلبنك بسخائك، ولئن أدخلتني النار لأخبرت أهل النار بأني أحبك.

وقيل: أسعد الناس من له قلب عالم، وبدن صابر، وقناعة بما فى اليد.

       وعن إبراهيم النخعي[36] إنما هلك من هلك قبلكم بثلاث خصال: بفضول الكلام، وفضول الطعام، وفضول المنام.

       وعن يحيى بن معاذ الرازي: طوبى لمن ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبني قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه.

       وعن علي: من لم يكن عنده سنة الله وسنة رسوله وسنة أوليائه فليس فى يده شيء. قيل له: ما سنة الله؟ قال: كتمان السر. وقيل: ما سنة الرسول؟ قال: إحتمال الأذى عن الناس. وكانوا من قبلنا يتواصون بثلاث خصال ويتكاتبون بها[37]: من عمل لآخرته كفاه الله أمر دينه ودنياه. ومن أحسن سريرته أحسن الله علانياته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

       وعن علي: كن عند الله خير الناس، وكن عند النفس شر الناس، وكن عند الناس رجلا من الناس.

       [قيل] أوحى الله تعالى إلى عزير[38] النبي قال: يا عزير، إذا أذنبت ذنبا صغيرا فلا تنظر إلى صغره وانظر إلى من الذي أذنبت له، وإذا أصابك خير يسير فلا تنظر إلى صغره وانظر إلى من الذي رزقك، وإذا أصابك بلية فلا تشكوني إلى خلقي كما لا أشكوك إلى ملائكتي إذا صعدت إليّ مساويك[39].

       وعن حاتم الأصم[40]: ما من صباح إلا ويقول الشيطان لي ما تأكل؟ وما تلبس؟ وأين تسكن؟ فأقول له: آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر.

       وعن النبي: من خرج من ظل المعصية إلى عز الطاعة[41] أغناه الله تعالى من غير مال، وأيده من غير جند، وأعزه من غير عشيرة[42].

       وروي أنه عليه السلام خرج ذات يوم على أصحابه فقال: كيف أصبحتم؟ فقالوا: أصبحنا مؤمنين بالله. فقال: وما علامة إيمانكم؟ قالوا: نصبر على البلاء. ونشكر على الرخاء[43]، ونرضى بالقضاء. فقال عليه السلام: أنتم مؤمنون حقا ورب الكعبة.

       أوحى الله تعالى إلى بعض الأنبياء: من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي، ومن لقيني وهو يخافني جنبته ناري، ومن لقيني وهو يستحي مني أنسيت الحفظة ذنوبه.

       وعن عبد الله بن مسعود: أد ما افترض الله عليك تكن أعبد الناس، واجتنب محارم الله تكن أزهد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس.

       وعن صالح المرقدي أنه مر ببعض الديار فقال: أين أهلك الأولون، وأين عمارك الماضون، وأين سكانك الأقدمون؟ فهتف به هاتف: انقطعت أثارهم، وبليت تحت التراب أجسامهم، وبقيت أعمالهم قلائد فى أعناقهم.

       وعن علي: تَفَضّل على من شئت[44] فأنت أميره، واسأل عمن شئت فأنت أسيره[45]، واستغن عمن شئت فإنك نظيره.

       وعن يحيى بن معاذ (رحمة الله عليه): ترك الدنيا كلها أخذها كلها، فمن تركها كلها أخذها كلها، ومن أخذها كلها تركها كلها، فأخذها فى تركها وتركها فى أخذها.

وعن إبراهيم بن الأدهم[46] رحمه الله أنه قيل له: بم وجدت الزهد؟ قال: بثلاثة أشياء: رأيت القبر موحشا[47] وليس معي مؤنس[48]، ورأيت طريقا طويلا وليس معي زاد، ورأيت الجبار قاضيا وليس معي حجة.

       وعن الشبلي[49] رحمه الله (وهو من عظماء العارفين[50] قال: إلهي! أحب أن أهب لك جميع حسناتي مع فقري وضعفى، فكيف لا تحب سيدي أن تهب لي جميع سيئاتي مع غناك مولاي عني! وقال: إذا أردت أن تستانس بالله فاستوحش من نفسك. وقال: لو ذقتم حلاوة الوصلة[51] لعرفتم مرارة القطيعة.

       وعن سفيان الثوري رحمه الله أنه سئل عن الأنس بالله تعالى، ما هو؟ فقال: أن لا تستأنس بكل وجه صبيح[52] ولا بصوت طيب[53] ولا بلسان فصيح[54].

       وعن ابن عباس[55] رضي الله عنهما أنه قال: الزهد ثلاثة أحرف: زاي وهاء ودال، فالزاي زاد للمعاد، والهاء هدى للدين، والدال دوام على الطاعة.

       وقال فى موضع أخر: الزهد ثلاثة أحرف: الزاي ترك الزينة، والهاء ترك الهوى، والدال ترك الدنيا.

       وعن حامد اللفاف رحمه الله أنه قال أتاه رجل فقال له أوصني، فقال له: اجعل لدينك غلافا كغلاف المصحف. قيل له: ما غلاف الدين؟ قال:  ترك الكلام إلا ما لا بد منه، وترك الدنيا إلا ما لا بد منه، وترك مخالطة الناس إلا ما لا بد منه. ثم اعلم أن أصل الزهد الإجتناب عن المحارم، كبيرها وصغيرها، وأداء جميع الفرائض، يسيرها وعسيرها، وترك الدنيا على أهلها، قليلها وكثيرها.

وعن لقمان الحكيم[56] أنه قال لابنه: يا بني، إن الناس ثلاثة أثلاث: ثلث لله، وثلث لنفسه، وثلث للدود. فأما ما هو لله (من المرء) فروحه[57]، وما هو لنفسه فعمله، وأما ما للدود فجسمه.

       وعن علي كرم الله وجهه أنه قال: ثلاثة يزدن فى الحفظ ويذهبن البلغم[58]: السواك، والصوم، وقراءة القرآن.

وعن كعب الأخبار[59] رضي الله عنه: الحصون للمؤمنين ثلاث: المسجد حصن، وذكر الله حصن، وقراءة القرآن حصن.

وعن بعض الحكماء أنه قال: ثلاث من كنز الله تعالى لا يعطيها الله إلا من أحبه: الفقر، والمرض، والصبر.

       وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) حين سئل: ما خير الأيام؟ وما خير الشهور؟ وما خير الأعمال؟ فقال: خير الأيام يوم الجمعة، وخير الشهور شهر رمضان، وخير الأعمال الصلوات الخمس لوقتها. فمضى على ذلك ثلاثة أيام فبلغ عليا رضي الله عنه أن ابن عباس (رضي الله عنهما) سئل عن ذلك فأجاب بكذا فقال علي (رضي الله عنه): لو سئل العلماء والحكماء والفقهاء من المشرق إلى المغرب لما أجابوا بمثل ما أجاب به ابن عباس، إلا أني أقول: خير الأعمال ما يقبل الله تعالى منك، وخير الشهور ما تتوب فيه إلى الله توبة نصوحا[60]، وخير الأيام ما تخرج فيه من الدنيا إلى الله تعالى مؤمنا بالله.

       وقال شاعر:

أما ترى كيف يبلينا الجديدان[61]    ]    ونحن نلعب فى سر وإعـلان

لا تركنن إلى الد نيا ونعمتهــا       ]      فإن  أوطـانها ليسـت بأوطان

واعمل لنفسك من قبل الممات فلا ]    تغررك كثرة أصحاب وإخوان

       وقيل: إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه فى الدين، وزهد فى الدنيا، وبصره بعييوب نفسه.

       وعن رسول الله أنه قال: حبب إلي من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وجعلت قرة عيني فى الصلاة، وكان معه أصحابه جلوسا فقال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه): صدقت يا رسول الله، وحبب إلي من الدنيا ثلاث: النظر إلى وجه رسول الله، وإنفاق مالي على رسول الله، وأن يكون ابنتي[62] تحت رسول الله. فقال عمر (رضي الله عنه): صدقت يا أبا بكر، وحبب إلي من الدنيا ثلاث: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والثوب الخلق. فقال عثمان (رضي الله عنه): صدقت يا عمر، وحبب إلي من الدنيا ثلاث: إشباع الجيعان، وكسوة العريان، وتلاوة القرآن. فقال علي (رضي الله عنه): صدقت يا عثمان، وحبب إلي من الدنيا ثلاث: الخدمة للضيف، والصوم فى الصيف[63]، والضرب بالسيف[64].

       فبينما هم كذلك إذ جاء جبرائيل وقال: أرسلني الله تبارك وتعالى لما سمع مقالتكم وأمرك[65] أن تسألني عما أحب إن كنت من أهل الدنيا. فقال[66]: ما تحب إن كنت من أهل الدنيا؟ فقال: إرشاد الضالين[67]، ومؤانسة الغرباء القانتين[68]، ومعاونة أهل العيال المعسرين[69]. وقال جبرائيل: يحب رب العزة جل جلاله من عباده ثلاث خصال: بذل الإستطاعة، والبكاء عند الندامة، والصبر عند الفاقة[70].

وعن بعض الحكماء: من اعتصم بعقله[71] ضل، ومن استغنى بماله قل، ومن عز بمخلوق ذل. 

       وعن بعض الحكماء: ثمرة المعرفة ثلاث خصال: الحياء من الله تعالى، والحب فى الله، والأنس بالله.

       وعن النبي عليه السلام أنه قال: المحبة أساس المعرفة، والعفة[72] علامة اليقين، ورأس اليقين التقوى والرضى بتقدير الله تعالى.

       وعن سفيان بن عيينة[73] (رضي الله تعالى) قال: من أحب الله أحب من أحبه الله تعالى، ومن أحب من أحب الله تعالى أحب ما أحب فى الله تعالى، ومن أحب ما أحب فى الله تعالى أحب أن لا يعرفه الناس. 

       وعن النبي صلاة والسلام أنه قال: صدق المحبة فى ثلاث خصال: أن يختار كلام حبيبه على كلام غيره، ويختار مجالسة حبييه على مجالسة غيره، ويختار رضى حبيبه على رضى غيره.

       وعن وهب بن منبه[74] اليماني (رضي الله عنه): مكتوب فى التوراة الحريص فقير وإن كان ملك الدنيا، والمطيع مطاع وإن كان مملوكا، والقانع غني وإن كان جائعا.

       وعن بعض الحكماء: من عرف الله لم يكن له مع الخلق لذة، ومن عرف الدنيا لم يكن له فيها رغبة ومن عرف عدل الله تعالى لم يتقدم إليه الخصماء.

       وعن ذي النون المصري[75]: كل خائف هارب، وكل راغب طالب، وكل آنس بالله مستوحش عن نفسه. وقال [ذو النون]: العارف بالله تعالى أسير[76]، وقلبه بصير، وعمله لله كثير. وقال: العارف بالله تعالى وفى، وقلبه ذكي[77]، وعمله لله زكي[78]. 

وعن أبي سليمان الداراني أنه قال: أصل كل خير فى الدنيا والآخرة الخوف من الله، ومفتاح الدنيا الشبع، ومفتاح الآخرة الجوع.

       وقيل: العبادة حرفة، حانوتها الخلوة، ورأس مالها التقوى، وربحها الجنة.

       قال مالك بن دينار[79]: أحسن[80] ثلاثا بثلاث حتى تكون من المؤمنين: الكبر بالتواضع، والحرص بالقناعة، والحسد بالنصيحة.

باب الرباعي

       روي عن رسول الله أنه قال لأبي ذر الغفاري[81] رضي الله عنه: يا أبا ذر، جدد السفينة فإن البحر عميق، وخد الزاد كاملا فإن السفر بعيد، وخفف الحمل[82] فإن العقبة كؤود[83]، وأخلص العمل فإن الناقد[84] بصير[85].

       وقال الشاعر:

فرض على الناس أن يتوبوا   ]   لكن ترك الذنـوب أوجب

والصبر فى النائبات صعب  ]   لكن فوت الثـواب أصعب

والدهر فى صرفه[86] عجيب   ]   لكن غفلة النــاس أعجب

وكل ما قـد يجــي قريب      ]   ولكن الموت من ذاك أقرب

       وعن بعض الحكماء: أربعة حسن ولكن أربعة منها أحسن: الحياء من الرجال حسن ولكنه من المرأة أحسن؛ والعدل[87] من كل أحد حسن ولكنه من الأمراء[88] أحسن؛ والتوبة من الشيخ حسن ولكنها من الشباب أحسن؛ والجود من الأغنياء حسن ولكنه من الفقراء أحسن.

       وعن بعض الحكماء: أربعة قبيح لكن أربعة منها أقبح: الذنب من الشاب قبيح ومن الشيخ أقبح؛ والإشتغال بالدنيا من الجاهل قبيح ومن العالم أقبح؛ والتكسل فى الطاعة من جميع الناس قبيح ومن العلماء والطلبة أقبح؛ والتكبر من الأغنياء قبيح ومن الفقراء أقبح.

وقال النبي عليه السلام: الكواكب لأهل السماء أمانة، فإذا انتثرت[89] كان القضاء على أهل السماء؛ وأهل بيتي أمان لأمتي فإذا زال أهل بيتي كان القضاء على أمتي[90]؛ وأنا أمان لأصحابي فإذا ذهبت[91] كان القضاء على أصحابي[92]، والجبال أمان لأهل الأرض فإذا ذهبت كان القضاء على أهل الأرض.

       وعن أبي بكر الصديق أنه قال: أربعة تمامها بأربعة: تمام الصلاة بسجدتي السهو، والصوم بصدقة الفطر، والحج بالفدية، والإيمان بالجهاد. 

       وعن عبد الله بن المبارك[93]: من صلى كل يوم إثنتي عشرة ركعة فقد أدى حق الصلاة، ومن صام كل شهر ثلاثة أيام فقد أدى حق الصيام. ومن قرأكل يوم مائة آية فقد أدى حق القراءة، ومن تصدق فى جمعة بدرهم فقد أدى حق الصدقة.

وقال عمر (رضي الله عنه): البحور أربعة: الهوى بحر الذنوب، والنفس بحر الشهوات، والموت بحر الأعمار، والقبر بحر الندامات.

       وعن عثمان (رضي الله عنه): وجدت حلاوة العبادة فى أربعة أشياء: أولها فى أداء فرائض الله، والثاني فى اجتناب محارم الله، والثالث فى الأمر بالمعروف ابتغاء ثواب الله، والرابع فى النهي عن المنكر اتقاء غضب الله. وقال أيضا (رضي الله عنه): أربعة ظاهرهن فضيلة وباطنهن فريضة: مخالطة الصالحين فضيلة والإقتداء بهم فريضة؛ وتلاوة القرآن فضيلة والعمل به فريضة وزيارة القبور فضيلة والإستعداد لها[94] فريضة؛ وعيادة المريض فضيلة واتخاذ الوصية منه فريضة.

       وعن علي (رضي الله عنه) أنه قال: من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق[95] من النار انتهى عن الشهوات، ومن تيقن بالموت انهدمت[96] عليه اللذات، ومن عرف الدنيا هانت عليه المصيبات.

       وعن النبي عليه السلام أنه قال: الصلاة عماد الدين والصمت أفضل[97]، والصدقة تطفى عضب الرب والصمت أفضل، والصوم جنة من النار والصمت أفضل، والجهاد سِنام[98] الدين والصمت أفضل.

       قيل أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء من بني إسرائيل وقال: صمتك عن الباطل لي صوم، وحفظك الجوارح عن المحارم لي صلاة، وإياسك عن الخلق لي صدقة، وكفك الأذى عن المسلمين لي جهاد.

       وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: أربعة من ظلمة القلب: بطن شبعان من غير مبالاة، وصحبة الظالمين[99]، ونسيان الذنوب الماضية، وطول الأمل[100]. وأربعة من نور القلب: بطن جائع من حذر[101]، وصحبة الصالحين، وحفظ الذنوب الماضية، وقصر الأمل.

       وعن حاتم الأصم (رحمة الله تعالى) أنه قال: من ادعى أربعة بلا أربعة فدعواه كذب: من ادعى حب الله ولم ينته عن محارم الله فدعواه كذب، ومن ادعى حب النبي عليه السلام وكره الفقراء والمساكين فدعواه كذب، ومن ادعى حب الجنة ولم يتصدق فدعواه كذب، ومن ادعى خوف النار ولم ينته عن الذنوب فدعواه كذب.

       وعن النبي عليه السلام أنه قال: علامة الشقاوة أربعة: نسيان الذنوب الماضية وهي عند الله تعالى محفوظة[102]؛ وذكر الحسنات الماضية ولا يدري أقبلت أم ردت؛ ونظره إلى من فوقه فى الدنيا؛ ونظره إلى من دونه فى الدين[103]. بقول الله: أردته ولم يردني[104]، فتركته. وعلامة السعادة أربعة: ذكر الذنوب الماضية، ونسيان الحسنات الماضية، ونظره إلى من فوقه فى الدين، ونظره إلى من دونه فى الدنيا.

       وعن بعض الحكماء أن شعائر[105] الإيمان أربعة: التقوى والحياء والشكر والصبر.

       روي أنه صلى الله عليه وسلم قال: ذروة الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم والرضا بالقدر والإخلاص للتوكل والإستسلام للرب، رواه أبو نُعيم.

       وعن النبي أنه قال: الأمهات أربعة: أم الأدوية، وأم الأداب، وأم العبادات، وأم الأماني؛ فأم الأدوية قلة الأكل، وأم الأداب قلة الكلام، وأم العبادات قلة الذنوب، وأم الأماني الصبر.

       وقال عليه السلام: أربعة جواهر[106] فى جسم بني آدم يزيلها أربعة أشياء[107]. أما الجواهر: فالعقل، والدين، والحياء، والعمل الصالح. فالغضب يزيل العقل[108]، والحسد يزيل الدين[109]، والطمع يزيل الحياء، والغيبة تزيل العمل الصالح. 

       وعن النبي أنه قال: أربعة فى الجنة خير من الجنة: الخلود فى الجنة خير من الجنة، وخدمة الملائكة فى الجنة خيرمن الجنة، وجوار الأنبياء فى الجنة خير من الجنة، ورضى الله تعالى فى الجنة خير من الجنة. وأربعة من النار شر من النار: الخلود فى النار شر من النار، وتوبيح الملائكة الكفار فى النار شر من النار، وجوار الشيطان فى النار شر من النار، وغضب الله تعالى فى النار شر من النار.

       وعن بعض الحكماء حين سئل: كيف أنت؟ فقال: أنا مع المولى على الموافقة ومع النفس على المخالفة، ومع الخلق على النصيحة، ومع الدنيا على الضرورة.

       واختار بعض الحكماء أربع كلمات من أربع[110] كتب هذه هي من التوراة: من رضي بما أعطاه الله تعالى استراح فى الدنيا والآخرة؛ ومن الإنجيل: من هدم الشهوات عز[111] فى الدنيا والآخرة؛ ومن الزبور: من تفرد عن الناس نجا[112] فى الدنيا والآخرة؛ ومن الفرقان: من حفظ اللسان سلم[113] فى الدنيا والآخرة.

       وعن عمر (رضي الله عنه): والله ما ابتليت ببلية إلا وكان لله تعالى علي فيها أربع نعم، أولها إذا لم تكن فى ذنبي، والثانى إذا لم تكن أعظم منها، والثالث إذا لم تكن محرم الرضاء بها، والرابع أني أرجو الثواب عليها.

       وعن عبد الله بن المبارك قال: إن رجلا حكيما جمع الأحاديث فاختار منها أربعين ألفا، ثم اختار منها أربعة ألاف، ثم اختار منها أربعمائة، ثم اختار منها أربعين، ثم اختار منها أربع كلمات إحداهن: لا تثقن بإمرأة على كل حال، والثانية: لا تغتر بالمال على كل حال، والثالثة: لا تحمل معدتك ما لا تطيقه، والرابعة: لا تجمع من العلم ما لا ينفعك.

       وعن محمد بن أحمد رحمه الله فى قول الله عز وجل: وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين[114].  قال: ذكر الله يحيى سعيدا وهو عبده لأنه [أي يحيى] كان غالبا[115] على أربعة أشياء: على الهوى، وعلى إبليس، وعلى اللسان[116]، وعلى الغضب.

       وعن علي (رضي الله عنه): لا يزال الدين والدنيا قائمين[117] ما دام أربعة أشياء ما دام الأغنياء لا يبخلون بما خولوا[118]، وما دام العلماء يعملون بما علموا، وما دام الجهلاء لا يستكبرون عما لم يعلموا، وما دام الفقراء لا يبيعون آخرتهم بدنياهم.

       وعن النبي  أنه قال: إن الله تعالى يحتج يوم القيامة بأربعة أنفس على أربعة أجناس من الناس: على الأغنياء بسليمان بن داوود، وعلى العبيد بيوسف[119] وعلى المرضى بأيوب، وعلى الفقراء بعيسى، عليهم السلام.

       وعن سعد بن بلال (رحمه الله) أن العبد إذا أذنب من الله تعالى عليه بأربع خصال: لا يحجب عنه الرزق[120]، ولا يحجب عنه الصحة[121]، ولا يظهرعليه الذنب، ولا يعاقبه عاجلا[122].

       وعن حاتم الأصم رحمه الله أنه قال: من صرف أربعا إلى أربع وجد الجنة: النوم إلى القبر، والفخر إلى الميزان، والراحة إلى الصراط، والشهوة إلى الجنة.

       وعن حامد اللفاف رحمه الله أنه قال: اربعة طلبناها فى أربعة، فأخطأنا طرقها، فوجدناها فى أربعة أخرى: طلبنا الغنى فى المال فوجدناه فى القناعة[123]، وطلبنا الراحة فى الثورة فوجدناها فى قلة المال، وطلبنا اللذات فى النعمة فوجدناها فى البدن الصحيح، وطلبنا الرزق فى الأرض فوجدناه فى السماء.

       وعن علي رضي الله عنه أنه قال: أربعة أشياء قليلها كثير: الوجع[124]، والفقر، والنار، والعداوة[125].

       وعن حاتم الأصم أنه قال: أربعة أشياء لا يعرف قدرها إلا أربعة: الشباب لا يعرف قدره إلا الشيوخ، والعافية لا يعرف قدرها إلا أهل البلاء، والصحة لا يعرف قدرها إلا المرضى، والحياة لا يعرف قدرها إلا الموتى.

       قال الشاعر أبو نواس[126] :

ذنوبي إن فكرت  فيها كثيرة    ]  ورحمة ربي من ذنوبي أوسع

وما طمعي فى صالح إن عملته    ]  ولكنني فى رحمة الله أطمع

هو الله مولاي الذي هو خالقي      ]  وإني له عبد أقر وأخضـع

فإن يك غفران فذلك رحـمة     ]  وإن تكن الأخرى[127] فما أنا أصنع

       قال النبي: إذا كان يوم القيامة يوضع الميزان فيؤتى بأهل الصلاة فيوفون أجورهم[128] بالميزان، ثم يؤتى بأهل الصوم فيوفون أجورهم بالميزان، ثم يؤتى بأهل البلاء لا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان[129] فيوفون أجورهم بغير حساب حتى يتمنى أهل العافية أن لو كانوا بمنزلتهم من كثرة ثواب الله تعالى.

       وعن بعض الحكماء: يستقبل ابن آدم أربع نهبات: ينتهب ملك الموت روحه، وينتهب الورثة ماله، وينتهب الدود جسمه، وينتهب الخصماء[130] يوم القيامة عرضه[131].

       وعن بعض الحكماء: من اشتغل بالشهوات فلا بد له من النساء، ومن اشتغل بجمع المال فلا بد له من الحرام، ومن اشتغل بمنافع المسلمين فلا بد له من المداراة[132]، ومن اشتغل بالعبادة فلا بد له من العلم.

       وعن علي (رضي الله عنه) أن أصعب الأعمال أربع خصال: العفو عند الغضب[133]، والجود فى العسرة[134]، والعفة[135] فى الخلوة، وقول الحق لمن يخافه أو يرجوه.

       وفى الزبور: أوحى الله تعالى إلى داوود عليه السلام أن العاقل الحكيم لا يخلو من أربع ساعات: ساعة فيها يناجي ربه، وساعة فيها يحاسب نفسه، وساعة يمشي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، وساعة فيها يخلى بين نفسه وبين لذاتها الحلال.

       وقال بعض الحكماء: جميع العبادات (من العبودية) أربعة[136]: الوفاء بالعهود، والمحافظة بالحدود، والصبر على المفقود[137]، والرضى بالوجود.

باب الخماسي

       روي عن النبي: من أهان خمسة خسر خمسة: من استخف بالعلماء خسر الدين، ومن استخف بالأمراء خسر الدنيا، ومن استخف بالجيران خسر المنافع، ومن استخف بالأقوياء خسر المودة، ومن استخف بأهله خسر طيب المعيشة.

       وقال النبي عليه السلام: سيأتي زمان على أمتي يحبون خمسا وينسون خمسا: يحبون الدنيا وينسون العقبى، يحبون الدور وينسون القبور، ويحبون المال وينسون الحساب، يحبون العيال وينسون الحق، ويحبون النفس وينسون الله، هم مني برآء[138] وأنا منهم بريء[139].

       وقال النبي عليه السلام: لا يعطى الله لأحد خمسا إلا وقد أعد له خمسا أخرى: لا يعطيه الشكر إلا وقد أعد له الزيادة، ولا يعطيه الدعاء إلا وقد أعد له الإستجابة، ولا يعطيه الإستغفار إلا وقد أعد له الغفران، ولا يعطيه التوبة إلا وقد أعد له القبول، ولا يعطيه الصدقة إلا وقد أعد له التقبل[140].

       وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: الظلمات خمس والسرج[141] لها خمس: حب الدنيا ظلمة والسراج له التقوى[142]، والذنب ظلمة والسراج له التوبة، والقبر ظلمة والسراج لها لا إله إلا الله محمد رسول الله، والآخرة ظلمة والسراج لها العمل الصالح، والصراط ظلمة والسراج لها اليقين[143].

       وعن عمر (رضي الله عنه) أنه قال: موقوفا عليه أو مرفوعا إلى النبي: لولا ادعاء الغيب لشهدت على خمس[144] نفر أنهم أهل الجنة: الفقير صاحب العيال، والمرأة الراضى عنها زوجها، والمتصدق بمهرها على زوجها، والراضي عنه أبواه، والتائب من الذنوب[145].

وعن عثمان (رضي الله عنه): خمس هن علامة المتقين: أولها أن لا يجالس إلا من يصلح الدين معه ويغلب الفرج[146] واللسان، وإذا أصابه شيء عظيم من الدنيا يراه وبالا، وإذا أصابه شيء قليل من الدين اغتنم ذلك، ولا يملأ بطنه من الحلال خوفا من أن يخالطه حرام، ويرى الناس كلهم قد نجوا ويرى نفسه قد هلكت.

وعن علي (رضي تعالى عنه): لو لا خمس خصال لصار الناس كلهم صالحين: أولها القناعة بالجهل، والحرص على الدنيا، والشح بالفضل، والرياء فى العمل، والإعجاب بالرأي.

وعن جمهور العلماء (رحمة الله عليهم أجمعين) أن الله تعالى أكرم نبيه محمدا (صلعم) بخمس كرمات: أكرمه بالإسم والجسم والعطاء والخطاء والرضاء: أما الاسم فنداه بالرسالة[147] ولم يناده بالاسم، كما نادى جميع الأنبياء مثل آدم ونوح وإبراهيم وغيرهم؛ وأما الجسم فإذا دعا النبي شيأ فأجاب هو بنفسه عنه، ولم يفعل ذلك لسائر الأنبياء؛ وأما العطاء فأعطاه بلا سؤال[148]؛ وأما الخطاء فذكر العفو قبل ذنبه حيث قال عفا الله عنك؛ وأما الرضى فلم يرد عليه فديته ولا صدقته ولا نفقته؛ كما ردها على سائر الأنبياء.

       وعن عبد الله بن عمرو بن العاص[149] (رضي الله عنهما): خمس من كن فيه سعد فى الدنيا والأخرة: أولها أن يذكر لا إله إلا الله محمد رسول الله وقتا بعدوقت، وإذا ابتلى ببلية قال إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإذا أعطي بنعمة[150] قال: الحمد لله رب العالمين شكرا للنعمة، وإذا ابتدأ فى شيء قال بسم الله الرحمن الرحيم، وإذا أفرط منه ذنبا قال أستغفرالله العظيم وأتوب إليه[151].

       وعن الحسن البصري (رحمه الله) أنه قال: مكتوب فى التوراة خمسة أحرف: أن الغنية فى القناعة، وأن السلامة فى العزلة، وأن الحرمة[152] فى رفض الشهوات[153]، وأن التمتع فى أيام طويلة، وأن الصبر فى أيام قليلة.

       وعن النبي: إغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك.

       وعن يحيى بن معاذ الرازي (رحمه الله): من كثر شبعه كثر لحمه، ومن كثر لحمه كثرت شهوته، ومن كثرت شهوته كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه قسى قلبه، ومن قسى قلبه غرق فى آفات الدنيا وزينتها.

       وعن سفيان الثوري أنه قال: اختار الفقراء خمسا واختار الأغنياء خمسا: اختار الفقراء راحة النفس، وفراغة القلب، وعبودية الرب، وخفة الحساب، والدرجة العليا، واختار الأغنياء تعب النفس، وشغل القلب، وعبودية الدنيا، وشدة الحساب، والدرجة السفلى[154].

       وعن عبد الله الأنطاكي (رحمه الله): خمسة هن من دواء القلب: مجالسة الصالحين، وقراءة القرآن، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند الصباح.

وعن جمهور العلماء أن الفكرة[155] على خمسة أوجه: فكرة فى آيات الله يتولد منها التوحيد واليقين[156]، وفكرة فى آلاء[157] الله يتولد منها المحبة، وفكرة فى وعد الله تعالى[158] يتولد منها الرغبة، وفكرة فى وعيد الله[159] يتولد منها الهيبة، وفكرة فى تقصير نفسه عن الطاعة مع إحسان الله إليه يتولد منها الحياء.

       وعن بعض الحكماء [قولهم]: بين يدي التقوى خمس عقبات من جاوزها نال التقوى، أولها: اختيار الشدة على النعمة، وثانيها: اختيار الجهد[160] على الراحة، وثالثها: اختيار الذل على العز، ورابعها: اختيار السكوت على الفضول، وخامسها: اختيار الموت على الحياة.

       وعن النبي عليه السلام: النجوى يحصن[161] الأسرار، الصدقة تحصن الأموال، والإخلاص يحصن الأعمال، والصدق يحصن الأقوال، والمشورة تحصن الأراء[162].

       [و] قال النبي عليه السلام: إن فى جمع المال خمسة أشياء: العناء فى جمعه، والشغل عن ذكر الله تعالى بإصلاحه، والخوف من سالبه وسارقه، واحتمال اسم البخيل لنفسه، ومفارقة الصالحين من أجله، وفى تفريقه خمسة أشياء: راحة النفس من طلبه، والفراغ لذكر الله من حفظه، والأمن من سالبه وسارقه، واكتساب اسم الكريم لنفسه، ومصاحبة الصالحين لفراقه[163]

       وعن سفيان الثوري (رحمه الله): لا يجتمع فى هذا الزمان لأحد مال إلا وعنده خمس خصال: طول الأمل، وحرص غالب، وشح شديد[164]، وقلة الورع، ونسيان الآخرة.

       قال القائل  :

ياخاطب الدنيا إلـى نفسه     ]    إن لها فى كل يوم خــليلا

تستنكح البعل وقد وطئت     ]    فى موضع أخـر منه بديلا

ما أقبل الـدنيا لخـطابها       ]    لـقتلـهم [ فيها ] قتيلا قتيلا

إنـي لمغتر وإن البـلاء ]    يعمل فى جـسمي قليلا قليلا

تزودوا للموت زادا فـقد ]    نادى المنادي الرحيل الرحيلا

       وعن حاتم الأصم (رحمه الله) أنه قال: العجلة[165] من الشيطان إلا فى خمس مواضع فإنها من سنن رسول الله: إطعام الضيف إذا نزل، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البنت إذا بلغت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنوب إذا فرط[166].

       وقال محمد بن الدوري: شقي إبليس بخمسة أشياء: لم يقر بالذنب[167]، ولم يندم[168]، ولم يلم نفسه، ولم يعزم على التوبة، وقنط من رحمة الله؛ وسعد آدم بخمسة أشياء: أقر بالذنب، وندم عليه، ولام نفسه، وأسرع فى التوبة، ولن يقنط من رحمة الله[169].

       عن شقيق البلخي[170] (رحمه الله) أنه قال: عليكم بخمس خصال فاعملوها: اعبدوا الله بقدر حاجتكم إليه، وخذوا من الدنيا بقدر عمركم[171] فيها، وأذنبوا الله[172] بقدر طاقتكم على عذابه، وتزودوا فى الدنيا بقدر مكثكم فى القبر، واعملوا للجنة بقدر ما تريدون فيها المقام[173].

       وقال عمر(رضي الله عنه) رأيت جميع الأخلاء[174] فلم أر خليلا أفضل من حفظ اللسان، ورأيت جميع اللباس فلم أر لباسا أفضل من الورع[175]، ورأيت جميع المال فلم أر مالاً أفضل من القناعة، ورأيت جميع البر فلم أر برا أفضل من النصيحة[176]، ورأيت جميع الأطعمة فلم أر طعاما ألذ من الصبر.

       وعن بعض الحكماء أنه قال: الزهد خمس خصال: الثقة بالله، والتبري عن الخلق، والإخلاص فى العمل، واحتمال الظلم، والقناعة فى اليد[177].

       وعن بعض العباد أنه قال فى المناجاة: إلهي طول الأمل غرني[178]، وحب الدنيا أهلكني[179]، والشيطان أضلني، والنفس الأمارة بالسوء عن الحق، منعتني، وقرين السوء على المعصية أعانني فأغثني يا غياث المستغيثين، فإن لم ترحمني فمن ذا الذي يرحمني غيرك....

       قال النبي عليه السلام: سيأتي على أمتي زمان يحبون الخمس وينسون الخمس: يحبون الدنيا وينسون الآخرة، ويحبون الحياة وينسون الموت، ويحبون القصور[180] وينسون القبور[181]، ويحبون المال وينسون الحساب، ويحبون الخلق وينسون الخالق.

       وقال يحيى بن معاذ الرازي (رحمه الله) فى المناجاة: إلهي، لا يطيب الليل إلا بمناجاتك، ولا يطيب النهار إلا بطاعتك، ولا تطيب الدنيا إلا بذكرك[182]، ولا تطيب الآخرة إلا بعفوك، ولا تطيب الجنة إلا برؤيتك.

باب السداسي

       قال النبي: ستة أشياء هن غريبة فى ستة مواضع: المسجد غريب فيما بين قوم لا يصلون فيه، والمصحف غريب فى منزل قوم لا يقرأون فيه، والقرآن غريب فى جوف[183] الفاسق، والمرأة المسلمة الصالحة غريبة فى يد رجل ظالم سيئ الخلق، والرجل المسلم الصالح غريب فى يد امرأة رديّة سيئة الخلق، والعالم غريب بين قوم لا يستمعون إليه. ثم قال (النبي عليه السلام): إن الله تعالى لا ينظر إليهم يوم القيامة نظر الرحمة.

       وقال النبي: ستة لعنتهم ولعنهم الله تعالى، وكل نبي مجاب الدعوات: الزائد[184] فى كتاب الله تعالى، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت[185] ليعز من أذله الله ويذل من أعزه الله، والمستحل لحرم الله تعالى، والمستحل من عترتي ما حرم الله، وتارك لسنتي، فإن الله تعالى لا ينظر إليهم يوم القيامة نظر الرحمة.

       قال أبو بكر الصديق: إن إبليس قائم أمامك[186]، والنفس عن يمينك، والهوى عن يسارك، والدنيا عن خلفك، والأعضاء عن حولك، والجبار فوقك (يعني بالقدرة لا بالمكانة)؛ فإلإبليس لعنه الله يدعوك إلى ترك الدين، والنفس تدعوك إلى المعصية، والهوى يدعوك إلى الشهوة، والدنيا تدعوك إلى اختيارها على الآخرة، والأعضاء تدعوك إلى الذنوب، والجبار يدعوك إلى الجنة والمغفرة، قال الله تعالى: والله يدعو إلى الجنة والمغفرة[187] فمن أجاب إبليس ذهب عنه الدين، ومن أجاب النفس ذهب عنه الروح، ومن أجاب الهوى ذهب عنه العقل، ومن أجاب الدنيا ذهب [ذهبت] عنه الآخرة، ومن أجاب الأعضاء ذهبت عنه الجنة، ومن أجاب الله تعالى ذهبت عنه السيئات ونال جميع الخيرات.

       وقال عمر (رضي الله تعالى عنه): إن الله تعالى كتم ستة فى ستة: كتم الرضاء فى الطاعة[188]، وكتم الغضب فى المعصية[189]، وكتم اسمه الأعظم فى القرآن، وكتم ليلة القدر فى شهر رمضان[190]، وفى نسخة وكتم أولياءه فيما بين الناس وكتم الموت فى العمر، وكتم الصلاة والوسطى فى الصلاة.

       وقال عثمان (رضي الله عنه): إن المؤمن فى ستة أنواع من الخوف: أحدها من قبل الله تعالى أن يأخذ منه الإيمان، والثاني من قبل الحفظة[191] أن يكتبوا عليه ما يفتضح به يوم القيامة، والثالث من قبل الشيطان أن يبطل عمله، والرابع من قبل ملك الموت أن يأخذه فى غفلة بغتة[192]، والخامس من قبل الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة، والسادس من قبل الأهل والعيال أن يشتغل بهن فى شغلونه عن ذكر الله تعالى.

       وعن علي (رضي الله عنه) أنه قال: من جمع ستة[193] خصال لم يدع للجنة مطلبا ولا عن النار مهربا: أولها عرف الله تعالى فأطاعه، وعرف الشيطان فعصاه، وعرف الآخرة فطلبها، وعرف الدنيا فرفضها، وعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاجتنبه. وقال [الإمام علي] أيضا: النعم[194] ستة أشياء: الإسلام، والقرآن، ومحمد رسول الله، والعافية، والستر[195]، والغني عن الناس.

       وعن يحيى بن معاذ الرازي (رحمه الله): العلم دليل العمل، والفهم وعاء العلم، والعقل قائد للخير، والهوى مركب للذنوب[196]، والمال رداء المتكبرين، والدنيا سوق الآخرة.

       وقال أبو ذر جمهر[197]: ست خصال تعدل جميع الدنيا: الطعام المريء، والولد[198] الصالح، والزوجة الموافقة، والكلام المحكم[199]، وكمال العقل، وصحة البدن.

       وعن الحسن البصري (رحمه الله): لو لا الأبدال[200] لخسفت الأرض وما فيها، ولو لا الصالحون لهلك الطالحون، ولو لا العلماء لصار الناس كلهم كالبهائم، ولو لا السلطان[201] لأهلك [الناس] بعضهم بعضا، ولو لا الحمقاء لخربت الدنيا، ولو لا الريح لأنتن كل شيئ[202].

       وعن بعض الحكماء أنه قال: من لم يخش الله لم ينج من زلة اللسان، ومن لم يخش قدومه على الله لم ينج قلبه من الحرام والشبهة، ومن لم يكن أئسا[203] عن الخلق لم ينج من الطمع، ومن لم يكن حافظا على عمله لم ينج من الرياء، ومن لم يستعن بالله على إحتراس قلبه لم ينج من الحسد، ومن لم ينظر إلى من هو أفضل منه علما وعملا لم ينج من العجب[204].

       وعن الحسن البصري أنه قال: إن فساد القلوب عن[205] ستة أشياء أولها، يذنبون برجاء التوبة[206]، ويتعلمون العلم ولا يعملون [به]، وإذا عملوا لا يخلصون، ويأكلون رزق الله ولا يشكرون، ولا يرضون بقسمة الله، ويدفنون موتاهم ولا يعتبرون[207]. وقال [الحسن البصري] أيضا: من أراد الدنيا واختارها على الآخرة عاقبه الله بست عقوبات، ثلاث فى الدنيا وثلاث فى الآخرة؛ أما الثلاث التي هي فى الدنيا فأمل ليس له منتهى، وحرص غالب ليس له قناعة، وأخذ منه حلاوة العبادة. وأما الثلاث التي هي فى الآخرة فهول يوم القيامة، والحساب الشديد، والحسرة الطويلة.

       وقال أحنف بن قيس[208] (رضي الله عنه): لا راحة للحسود، ولا مروة[209] للكذوب، ولا حيلة للبخيل، ولا وفاء للملوك، ولا سؤدد لسيئ الخلق، ولاراد لقضاء الله. وسئل (عن) بعض الحكماء: هل يعرف العبد إذا تاب أن توبته قبلت أم ردت؟ قال: لا أحكم فى ذلك، ولكن لذلك علامة: إحداها أن يرى نفسه غير معصومة من المعصية، ويرى فى قلبه الفرح غائبا والحزن شاهدا[210]، ويقرب أهل الخير ويباعد أهل الشر، ويرى القليل من الدنيا كثيرا  ويرى الكثير من عمل الآخرة قليلا، ويرى قلبه مشتغلا بما ضمن من الله تعالى فارغا عما ضمن[211] الله تعالى منه، ويكون حافظ اللسان[212] دائم الفكرة لازم الغم والندامة.

       وقال يحيى بن معاذ (رحمه الله): من أعظم الإغترار عندي التمادي فى الذنوب على رجاء العفو من غير ندامة، وتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة، وانتظار زرع الجنة ببذر النار، وطلب دار المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله عز وجل مع الإفراط.

يرجو النجاة ولا يسلك مسلكها[213]  ]    إن السفينة لا تجري على اليبس

       وقال أحنف بن قيس حين سئل: ما خير ما يعطى العبد؟ قال: عقل غريزي[214]، قيل: فإن لم يكن؟ قال: أدب صالح، قيل: فإن لم يكن؟ قال: صاحب موافق، قيل: فإن لم يكن؟ قال: قلب مرابط[215]، قيل: فإن لم يكن؟ قال: طول الصمت، قيل: فإن لم يكن؟ قال: موت حاضر[216].

باب السباعي

       عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي: سبعة نفر يظلهم الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله أولها: إمام عادل، وشاب نشأ فى عبادة الله تعالى، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت[217] عيناه دمعا من خشية الله تعالى، ورجل قلبه متعلق بالمسجد حتى يرجع إليه، ورجل تصدق بصدقة فأخفأها[218] فلم تعلم شماله بما صنعت يمينه، ورجلان تحابا فى الله[219]، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فأبى[220] وقال إني أخاف الله تعالى.

       وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: البخيل لا يخلو من إحدى السبع[221]: إما أن يموت فيرثه من يبذل[222] ماله وينفقه لغير ما أمر الله تعالى، أو يسلط الله عليه سلطانا جائرا فيأخذه منه بعد تذليل نفسه، أو يهيج[223] له شهوة يفسد[224] عليه ماله، أو يبدو له رأي فى بناء أو عمارة فى أرض خراب فيذهب فيه ماله، أو يصيب له نكبة[225] من نكبات الدنيا من غرق أو حرق أو سرقة وما أشبه ذلك، أو يصيبه علة دائمة فينفق ماله فى مداواتها، أو يدفنه فى موضع من المواضع فينساه فلا يجده.

       قال عمر(رضي الله عنه): من كثر ضحكه قلت هيبته[226]، ومن استخف بالناس استُخِف به[227]، ومن أكثرفى شيء عرف به، ومن كثر كلامه كثر سقطه[228]، ومن كثر سقطه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه.

       وعن عثمان (رضي الله عنه) أنه قال فى قوله تعالى: وكان تحته كنز لهما[229] وكان أبوهما صالحا[230] قال: الكنز لوح من ذهب وعليه سبعة أسطر مكتوب فى إحداها عجبت لمن عرف الموت وهو يضحك، وعجبت لمن عرف الدنيا فانية وهو يرغب فيها، وعجبت لمن عرف أن الأمور بأقدار وهو يغتم[231] للفوات، وعجبت لمن عرف الحساب وهو يجمع مالا، وعجبت لمن عرف النار وهو يذنب، وعجبت لمن عرف الله يقينا وهو يذكر غيره، وعجبت لمن عرف الجنة يقينا وهو يستريح  بالدنيا، وعجبت لمن عرف الشيطان عدوا فأطاعه، وسئل عن[232] علي (رضي الله عنه): ما أثقل من السماء وما أوسع من الأرض، وما أغنى من البحر، وما أشد من الحجر، وما أحر من النار، وما أبرد من الزمهرير، وما أمر من السم؟ فقال علي (رضي الله عنه): البهتان[233] على البرايا أثقل من السماء، والحق أوسع من الأرض، وقلب القانع أغنى من البحر، وقلب المنافق أشد من الحجر، والسلطان الجائر أحر من النار، والحاجة من اللئيم أبرد من الزمهرير، والصبر أمر من السم. (وقيل النميمة أمر من السم).

       وقال النبي عليه السلام: الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له، ويشتغل بشهوتها من لا فهم له، وعليها يعاقب[234] من لا علم له، ولها يحسد من لا لب[235] له، ولها يسعى من لا يقين له.

       وعن جابر بن عبد الله الأنصاري[236] (رضي الله عنه) عن النبي أنه قال: ما زال يوصيني جبرائيل[237] بالجار حتى ظننت أنه يجعله وارثا، وما زال يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرم طلاقهن، وما زال يوصيني بالمملوكين حتى ظننت أنه يجعل لهم وقتا يعتقون فيه، وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه فريضة، وما زال يوصيني بالصلاة فى الجماعة حتى ظننت أنه لا يقبل الله تعالى صلاة إلا فى الجماعة، وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أنه لا نوم بالليل، وما زال يوصيني بذكر الله حتى ظننت أنه لا ينفع قول إلا به.

       وقال النبي عليه السلام: سبعة لا ينظر إليهم الخالق يوم القيامة ولا يزكيهم ويدخلهم النار: الفاعل، والمفعول به، والناكح بيده، وناكح البهيمة، وناكح المرأة من دبرها، والجامع بين المرأة وابنتها، والزاني بحليلة جاره، والمؤذي جاره حتى يلعنه.

       وقال النبي: الشهداء سبعة سوى المقتول فى سبيل الله، أولهم: المبطون[238] شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب[239] شهيد، والمطعون شهيد، والحريق شهيد، والميت تحت الهدم شهيد، والمرأة التي ماتت عن الولادة[240] شهيد.

       وعن بن عباس (رضي الله عنهما): حق على العاقل أن يختار سبعا على سبع: الفقر على الغني، والذل على العز، والتواضع على الكبر، والجوع على الشبع، والغم على السرور، والدون على المرتفع، والموت على الحياة.

باب الثماني

       قال النبي عليه السلام: ثمانية أشياء لا تشبع من ثمانية: العين من النظر، والأرض من المطر، والأنثى من الذكر، والعالم من العلم، والسائل من المسئلة، والحريص من الجمع، والبحر من الماء، والنار من الحطب.

       وقال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) ثمانية أشياء هن زينة لثمانية أشياء: العفاف[241] زينة الفقر، والشكر زينة النعمة، والصبر زينة البلاء، والحلم زينة العلم، والتذلل زينة المتعلم، وكثرة البكاء زينة الخوف، وترك المنة زينة الإحسان[242]، والخشوع زينة الصلاة.

       وقال عمر (رضي الله عنه): من ترك فضول الكلام منح الحكمة، ومن ترك فضول النظر منح خشوع القلب، ومن ترك فضول الطعام منح لذة العبادة، ومن ترك فضول الضحك منح الهيبة، ومن ترك المزاح منح البهاء[243]، ومن ترك حب الدنيا منح حب الآخرة، ومن ترك الاشتغال بعيوب غيره منح الإصلاح لعيوب نفسه، ومن ترك التجسس فى كيفية الله تعالى[244] منح البراءة من النفاق.

       وعن عثمان (رضي الله عنه) أنه قال: علامات العارفين ثمانية أشياء: قلبه[245] مع الخوف والرجاء، ولسانه مع الحمد والثناء، وعيناه مع الحياء والبكاء، وإرادته مع الترك والرضاء (يعني ترك الدنيا وطلب رضا مولاه).

       وعن علي (رضي الله عنه): لا خير فى صلاة لا خشوع فيها، ولا خير فى صوم لا امتناع فيه عن اللغو، ولا خير فى قراءة لا تدبر فيها، ولا خير فى علم لا ورع فيه، ولا خير فى مال لا سخاوة فيه، ولا خير فى أخوة لا حفظ فيها، ولا خير فى نعمة لا بقاء لها، ولا خير فى دعاء لا إخلاص فيه.

باب التساعي

       قال النبي: أوحى الله تعالى إلى موسى بن عمران فى التوراة أن أمهات الخطايا ثلاثة: الكبر، والحسد، والحرص، فنشأمنها ستة فصرن تسعة: الأولى من الستة الشبع، والنوم، والراحة، وحب الأموال، وحب الثناء والمحمدة، وحب الرياسة.

       وقال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه): العباد ثلاثة أصناف، لكل صنف ثلاث علامات يعرفون بها: صنف يعبدون الله تعالى على سبيل الخوف، وصنف يعبدون الله على سبيل الرجاء، وصنف يعبدون الله على سبيل الحب؛ فللأول ثلاث علامات: يستحقر نفسه[246]، ويستقل حسناته[247]، ويستكثر سيئاته[248]؛ وللثاني ثلاث علامات: يكون قدوة الناس فى جميع الحالات[249]، ويكون أسخى الناس كلهم بالمال فى الدنيا، ويكون أحسن الظن بالله فى الخلق كلهم؛ وللثالث ثلاثة علامات: يعطي ما يحبه ولا يبالي بعد أن يرضى ربه، ويعمل بسخط نفسه بعد أن يرضى ربه، ويكون فى جميع الحالات مع سيده فى أمره ونهيه.

       وقال عمر (رضي الله عنه): إن ذرية[250] الشيطان تسعة: زليتون، ووثين، ولقوس، وأعوان، وهفاف، ومرة، والمسوط، وداسم، وولهان. فأما زليتون فهو صاحب الأسواق فنصب فيها رايته؛ وأما وثين فهو صاحب المصيبات؛ وأما أعوان فهو صاحب السلطان، وأما هفاف فهو صاحب الشراب[251]، وأما مرة فهو صاحب المزامير، وأما لقوس فهو صاحب المجوس، وأما المسوط فهو صاحب الأخبار يلقيها فى أفواه الناس ولا يجدون لها أصلا؛ وأما الداسم فهو صاحب البيوت إذا دخل الرجل المنزل ولم يسلم ولم يذكر اسم الله تعالى أوقع فيما بينهم [بينهما] المنازعة حتى يقع الطلاق والخلع والضرب؛ وأما ولهان فهو يوسوس فى الوضوء والصلاة والعبادات.

       وقال عثمان (رضي الله عنه): من حفظ الصلوات الخمس لوقتها ودوام عليها أكرمه الله بتسع كرامات. أولها: أن يحبه الله، ويكون بدنه صحيحا، وتحرسه الملائكة[252]، وتنزل البركة فى داره، ويظهر على وجهه سيماء الصالحين[253]، ويلين الله قلبه، ويكور على صراط المستقيم كالبرق اللامع[254]، وينجيه الله من النار، وينزله الله فى جوار الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وعن علي (رضي الله عنه): البكاء على ثلاثة أوجه، أحدها من خوف عذاب الله تعالى، والثاني من رهبة السخط[255]، والثالث من خشية القطيعة. فأما الأول فهو كفارة الذنوب، وأما الثاني فهو طهارة للعيوب، وأما الثالث فهو الولاية مع رضى المحبوب؛ فثمرة كفارة الذنوب النجاة من العقوبات، وثمرة طهارة العيوب النعيم المقيم والدرجات العلى، وثمرة الولاية مع رضى المحبوب حسن البشارة من الله تعالى بالرضى والرؤية، وزيارة الملائكة زيادة الفضيلة[256].

                    

باب العشاري

قال رسول الله: عليكم بالسواك فإن فيه عشر خصال: يطهر الفم، ويرضي الرب، ويسخط الشيطان، ويحبه الرحمن والحفظة، ويشد اللثة[257]، ويقطع البلغم، ويطيب النكهة[258]، ويطفئ المرة[259]، ويجلي البصر، ويذهب البخرة[260]، وهو من السنة.

ثم قال عليه السلام: والصلاة بالسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك.

       وقال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه): ما من عبد رزقه الله عشر خصال إلا وقد نجا من الآفات والعاهات كلها، وصار فى درجة المقربين، ونال درجة المتقين: أولها صدق دائم معه قلب قانع، والثاني صبر كامل معه شكر دائم، والثالث فقر دائم معه زهد حاضر، والرابع فكر دائم معه بطن جائع، والخامس حزن دائم معه خوف متصل، والسادس جهد[261] دائم معه بدن متواضع، والسابع رفق دائم معه رحم حاضر، والثامن حب دائم معه حياء، والتاسع علم نافع معه حلم دائم، والعاشر إيمان دائم معه عقل ثابت.

       وقال عمر (رضي الله عنه): عشرة لا تصلح بغير عشرة: لا يصلح العقل بغير ورع، ولا الفضل بعير علم، ولا الفوز بغير خشية، ولا السلطان بغير عدل، ولا الحسب بغير أدب، ولا السرور بغير أمن، ولا الغنى بغير جود، ولا الفقر بغير قناعة، ولا الرفعة بغير تواضع، ولا الجهاد بغير توفيق.

       وقال عثمان (رضي الله عنه): أضيع الأشياء عشرة: عالم لا يسأل عنه، وعلم لا يعمل به، ورأي[262] صواب لا يقبل، وسلاح لا يستعمل، ومسجد لا يصلى فيه، ومصحف لا يقرأ عنه، ومال لا ينفق منه، وخيل لا يركب، وعلم الزهد فى بطن من يريد الدنيا، وعمر طويل لا يتزود [صاحبه] فيه لسفره.

       وقال علي (رضي الله عنه): العلم خير ميراث، والأدب خير حرفة[263]، والتقوى خير زاد، والعبادة خير بضاعة، والعمل الصالح خير قائد، وحسن الخلق خير قرين، والحلم خير وزير، والقناعة خير غني، والتوفيق  خير عون، والموت خير مؤدب.

       وقال عليه السلام: عشرة من هذه الأمة هم كفار بالله العظيم ويظنون أنهم المؤمنون: القاتل بغير حق، والساحر، والديوث[264] الذي لا يغار على أهله، ومانع الزكاة، وشارب الخمر، ومن وجب عليه الحج فلم يحج، والساعي فى الفتن، وبائع السلاح[265] من أهل الحرب، وناكح المرأة فى دبرها، وناكح ذات رحم محرم. إن علم هذه الأفعال حلالا فقد كفر.

       وقال النبي: لا يكون العبد فى السماء ولا فى الأرض مؤمنا حتى يكون وصولا[266]، ولا يكون وصولا حتى يكون مسلما، ولا يكون مسلما حتى يسلم الناس من يده ولسانه، ولا يكون مسلما حتى يكون عالما، ولا يكون عالما حتى يكون بالعلم عاملا، ولا يكون بالعلم عاملا حتى يكون زاهدا، ولا يكون زاهدا حتى يكون ورعا، ولا يكون ورعا حتى يكون متواضعا، ولا يكون متواضعا حتى يكون عارفا بنفسه، ولا يكون عارفا بنفسه حتى يكون عاقلا فى كلامه.

       وقيل: رأى يحيى بن معاذ الرازي (رحمه الله) فقيها راغبا فى الدنيا فقال: يا صاحب العلم والسنة، قصوركم قيصرية[267]، وبيوتكم كسروية[268]، ومساكنكم قارونية[269]، وأبوابكم طالوتية[270]، وثيابكم جالوتية[271]، ومذاهبكم شيطانية، وضياعكم ماردية[272]، وولايتكم فرعونية[273]، وقضائكم عاجيلية[274] أصحاب رشوة غشاشية، ومماتكم جاهلية فأين المحمدية[275].

وقال:

أيها المناجي ربـه بأنـواع الكـلام      ]   

والطالب مسكنه فى دار السلام[276]

والمتسوف للتـوبة عامـا بعد عـام     ]

                                   وما أراك منصفا لنفسك بين الأنام

إنك لو رافقت يومك يا غافل بالصيام       ]

                                   وأحــييت طـول ليلك بالقـيام

واقتصرت بالقليل من الماء والطعام         ]

                                   لكنت أحرى أن تنال شرف المقام

والكـرامة العظيمة من رب الأنـام      ]

                     والرضوان الأكبر من ذي الجلال والإكرام

وقال بعض الحكماء: عشر خصال يبغصها الله سبحانه وتعالى من عشرة أنفس: البخل من الأغنياء، والكبر من الفقراء، والطمع من العلماء، وقلة الحياء من النساء، وحب الدنيا من الشيوخ، والكسل من الشباب، والجور من السلطان، والجبن من الغزاة، والعجب من الزاهد، والرياء من العباد.

       وقال رسول الله: العافية على عشرة أوجه، خمسة فى الدنيا وخمسة فى الآخرة؛ فأما التي فى الدنيا [فهي] العلم، والعبادة، والرزق من الحلال، والصبر على الشدة، والشكر على النعمة، وأما التي فى الآخرة فإنه يأتيه[277] ملك الموت بالرحمة واللطف، ولا يروعه[278] منكر ونكير فى القبر، ويكون آمنا فى الفزع  الأكبر[279]، وتمحى سيئاته وتقبل حسناته، ويمر على الصراط كالبرق اللامع، ويدخل الجنة فى السلامة.

       وقال أبو الفضل رحمه الله: سمى الله تعالى كتابه بعشرة أسماء: قرآنا، وفرقانا، وكتابا، وتنزيلا، وهدى، ونورا، ورحمة، وشفاء، وروحا، وذكرا؛ أما القرآن والفرقان والكتاب والتنزيل فمشهور، وأما الهدى والنور والرحمة والشفاء [فقد] قال الله تعالى: يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين[280]، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين[281]، وأما الروح فقال: وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا[282]، وأما الذكر فقال: وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس[283].

       وقال لقمان لابنه: يابني إن الحكمة أن تعمل عشرة أشياء: أحدها تحيى القلب الميت، وتجلس[284] المسكين، وتتقي مجالس الملوك، وتشرف الوضيع، وتحرر العبيد، وتؤوي الغريب، وتغني الفقير، وتزيد لأهل الشرف شرفا وللسيد سؤددا. وهي أفضل من المال، وحرز من الخوف، وعدة فى الحرب، وبضاعة حين يربح. وهي شفيعة[285] حين يعتريه (العبد) الهول [286]، وهي دليلة حين ينتهي به اليقين[287] إلى النفس، وهي سترة حين لا يستره ثوب.

وقال بعض الحكماء: ينبغي للعقل إذا تاب أن يفعل عشر خصال، إحداها إستغفار باللسان، وندم بالقلب، وإقلاع[288] بالبدن، والعزم أن لا يعود [إلى المعصية] أبدا، وحب الآخرة، وبغض الدنيا، وقلة الكلام، وقلة الأكل والشرب حتى يتفرغ للعلم والعبادة، وقلة النوم. وقال الله تعالى: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون[289]. 

       قال أنس بن مالك[290] (رضي الله عنه): إن الأرض تنادي كل يوم بعشر كلمات وتقول: يا ابن آدم، تسعى على ظهري ومصيرك فى بطني، وتعصي على ظهري وتعذب فى بطني، وتضحك على ظهري وتبكي فى بطني، وتفرح على ظهري وتحزن فى بطني، وتجمع المال على ظهري وتندم فى بطني، وتأكل الحرام على ظهري وتأكلك الديدان فى بطني، وتختال[291] على ظهري وتذل[292] فى بطني، وتمشي مسرورا على ظهري وتقع حزينا فى بطني، وتمشي فى نور على ظهري وتقع فى الظلمات فى بطني، وتمشي على المجامع[293] على ظهري وتقع وحيدا[294] فى بطني.

       قال رسول الله: من كثر ضحكه عوقب بعشر عقوبات: أولها يموت قلبه، ويذهب الماء على وجهه[295]، ويشمت به الشيطان، ويغضب عليه الرحمن، ويناقش به يوم القيامة، ويعرض عنه النبي يوم القيامة، وتلعنه الملائكة، ويبغضه أهل السموات والأرضين، وينسى كل شيء، ويفتضح يوم القيامة.

       وقال الحسن البصري (رحمه الله): يوما بينما أنا أطوف أزقة البصرة وفى أسواقها مع شاب عابد فإذا أنا بلغنا بطبيب وهو جالس على الكرسي بين يديه رجال ونساء وصبيان بأيديهم قوارير فيها ماء، وكل واحد منهم يستوصف[296] دواء لدائه، فقال: فتقدم الشاب إلى الطبيب فقال: أيها الطبيب هل عندك دواء يغسل الذنوب، ويشفى مرض القلوب؟ فقال: نعم، فقال: هات، فقال: خذ مني عشر أشياء: خذ عروق شجرة الفقر مع عروق شجرة التواضع، واجعل فيها هليلج[297] التوبة، واطرحه فى هاون الرضاء، واسحقه بمنجار[298] القناعة، واجعله فى قدر التقى، وصب عليه ماء الحياء، واغله بنار المحبة، واجعله فى قدح الشكر، وروحه بمروحة الرجاء، واشربه بملعقة الحمد... فإنك إن فعلت ذلك فإنه ينفعك من كل داء وبلاء فى الدنيا والآخرة.

       وقيل بعض الملوك خمسة من العلماء والحكماء فأمرهم أن يتكلم كل واحد بحكمة، فتكلم كل واحد منهم بحكمتين فصارت عشرا. فقال الأول: خوف الخالق آمن[299] وأمنه[300] كفر، وأمن المخلوق عتق[301] وخوفه[302] رق[303]. وقال الثاني: الرجاء من الله تعالى غني يضره فقر، واليأس عنه فقر لا ينفع معه غني. وقال الثالث: لا يضر معه غني القلب فقر الكيس[304]، ولا ينفع مع فقر القلب غني الكيس. وقال الرابع: لا يزداد غني القلب مع الجود إلا غنى، ولا يزداد فقر القلب مع غني الكيس إلا فقرا. وقال الخامس: أخذ القليل من الخير خير من ترك الكثير من الشر، وترك الجميع  من الشر خير من أخذ القليل من الخير.

وقال ابن عباس (رضي الله تعالى عنه) عن النبي: عشرة أصناف من أمتي لا يدخلون الجنة إلا من تائب، أولهم القلاع، والجيوف، والقتات، والدبوب، والديوث، وصاحب العرطبة، وصاحب الكوبة، والعتل، والزنيم، والعاق لوالديه قيل: يا رسول الله، ما القلاع؟ قال: الذي يمشي بين يديه الأمراء. وقيل: ما الجيوف؟ قال: النباش[305]، وقيل: ما القتات؟ قال: النمام، وقيل ما الدبوب؟ قال: الذي يجمع فى بيته الفتيات للفجور[306]، وقيل: ما الديوث؟ قال: الذي لا يغار على أهله، وقيل ما صاحب العرطبة؟ قال: الذي يضرب بالطبل، وقيل: ما صاحب الكوبة؟ قال: الذي يضرب الطنبور[307]، وقيل: ما العتل؟ قال: الذي لا يعفو عن الذنب ولا يقبل العذر[308]، وقيل: ما الزنيم؟ قال: الذي ولد من الزنى ويقعد على قارعة الطريق فيغتاب الناس، والعاق مشهور.

       قال النبي: عشرة نفر لن يقبل الله تعالى صلاتهم: رجل صلى وحيدا بغير قراءة، ورجل لا يؤدي الزكاة، ورجل يؤم قوما وهم له كارهون، ورجل مملوك آبق، ورجل شارب الخمرمدمن، وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها، وامرأة حرة تصلى بغير خمار، وآكل الربى، والإمام الجائر، ورجل لا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر لا يزداد من الله إلا بعدا.

       وقال النبي: ينبغي للداخل فى المسجد عشر خصال: أولها أن يتعاهد خفيه أو نعله، وأن يبدأ برجله اليمنى، وأن يقول إذا دخل بسم الله وسلام على رسول الله وعلى ملائكة الله، اللهم افتح لنا أبواب رحمتك إنك أنت الوهاب، وأن يسلم على أهل المسجد، وأن يقول إذا لم يكن فيه أحد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وأن يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يمر بين يدي المصلى، وأن لا يعمل بعمل الدنيا ولا يتكلم بكلام الدنيا، وأن لا يخرج حتى يصلى ركعتين، وأن لا يدخل إلا بوضوء، وأن يقول إذا قام سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

       وعن أبي هريرة (رحمه الله) عن النبي: الصلاة عماد الدين[309] وفيها عشر خصال: زين الوجه، ونور القلب[310]، وراحة البدن[311]، وأنس فى القبر، ومنزل الرحمة، ومفتاح السماء، وثقل الميزان، ومرضاة الرب، وثمن الجنة، وحجاب من النار؛ ومن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين.

       وعن عائشة[312] عن النبي أنه قال: إذا أراد الله تعالى أن يدخل أهل الجنة فى الجنة بعث إليهم ملكا ومعه هدية وكسوة من الجنة، فإذا أرادوا أن يدخلوها قال لهم الملك: قفوا، إن معي هدية من رب العالمين. قالوا وما تلك الهدية؟ فيقول الملك: هي عشرة خواتم مكتوب على أحدها: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين[313]؛ وفى الثاني مكتوب: رفعت عنكم الأحزان والهموم؛ وفى الثالث مكتوب: وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون[314]؛ وفى الرابع مكتوب: ألبسناكم الحلل والحلى؛ وفى الخامس مكتوب: وزوجناهم بحور عين[315]، إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون[316]؛ وفى السادس مكتوب: هذا جزاءكم اليوم بما فعلتم من الطاعة؛ وفى السابع مكتوب: صرتم شبابا لا تهرمون أبدا؛ وفى الثامن مكتوب: صرتم آمنين ولا تخافون أبدا؛ وفى التاسع مكتوب: رافقتم الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين؛ وفى العاشر مكتوب: سكنتم فى جوار الرحمن ذي العرش الكريم؛ ثم يقول الملك أدخلوها بسلام آمنين[317]. فيدخلون الجنة ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور[318]، الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين[319]. وإذا أراد الله أن يدخل أهل النار فى النار بعث إليهم ملكا ومعه عشرة خواتم أولها مكتوب: أدخلوها لا تموتون فيها أبدا ولا تحيون ولا تخرجون؛ وفى الثاني مكتوب: خوضوا فى العذاب لا راحة لكم؛ وفى الثالث مكتوب: يئسوا من رحمتي؛ وفى الرابع مكتوب: أدخلوها فى الهم والغم والحزن أبدا؛ وفى الخامس مكتوب: لباسكم النار، وطعامكم الزقوم، وشرابكم الحميم[320]، ومهادكم[321] النار، وغواشيكم[322] النار؛ وفى السادس مكتوب: هذا جزائكم اليوم بما فعلتم من معصيتي؛ وفى السابع مكتوب: سخطي عليكم فى النار أبدا؛ وفى الثامن مكتوب: عليكم اللعنة بما تعمدتم من الذنوب الكبائر ولم تتوبوا ولم تندموا؛ وفى التاسع مكتوب: قرنائكم الشياطين فى النارأبدا؛ وفى العاشر مكتوب: اتبعتم الشيطان وأردتم الدنيا وتركتم الآخرة فهذا جزائكم.

وعن بعض الحكماء: طلبت عشرة فى عشرة مواطن فوجدتها فى عشرة أخرى: طلبت الرفعة[323] فى التكبر فوجدتها فى التواضع، وطلبت العبادة فى الصلاة فوجدتها فى الورع، وطلبت الراحة فى الحرص[324] فوجدتها فى الزهد، وطلبت نور القلب فى صلاة النهار جهرا فوجدته فى صلاة الليل سرا، وطلبت نور القيامة فى الجود والسخاوة فوجدته فى العطش والصوم، وطلبت الجواز[325] على الصراط فى أضحية فوجدتها فى الصدقة، وطلبت النجاة من النار فى المباحات فوجدتها فى ترك الشهوات، وطلبت حب الله تعالى فى الدنيا فوجدتها [ته] فى ذكر الله تعالى، وطلبت العافية فى المجامع فوجدتها فى العزلة، وطلبت نور القلب فى المواعظ وقراءة القرآن فوجدتها فى التفكر والبكاء.

وقال ابن عباس (رضي الله عنهما) فى قوله تعالى: وإذ ابْتَلَى إبراهيم ربُه بكلمات فأَتَمَّهُنَّ قال: عشر خصال من السنة، خمس فى الرأس وخمس فى البدن؛ فأما فى الرأس السواك [فهي]، والمضمضة، والإستنشاق، وقص الشارب، والحلق. وأما فى البدن [فهي] نتف الإبط، وتقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، والإستنجاء.

       وعن ابن عباس قال: من صلى على النبي واحدة صلى الله عليه عشرة[326] ومن سبه مرة سب الله عليه عشرة مرات؛ ألا ترى لقوله تعالى للوليد بن مغيرة[327] لعنة الله عليه حين سب النبي مرة واحدة سبه الله عشر مرات فقال: ولا تُطِعْ كلَّ حَلاَّفٍ[328] مَهينٍ[329]، هَمَّازٍ[330] مَشَّاءٍ بنَمِيمٍ[331]، مَنَّاعٍ للخير مُعْتَدٍ[332] أَثيمٍ، عُتُلٍّ[333] بعدَ ذالك زَنِيم[334]، أنْ كان ذا مال وبنين، إذا تُتْلى عليه آياتُنا قال أساطيرُ الأوَّلين[335]-[336] يعني يكذب بالقرآن.

وقال إبراهيم بن أدهم (رحمه الله) حين سألوه عن قوله تعالى أدعوني أستجبْ لكم، وإنا ندعو فلم يستجب لنا. فقال: ماتت قلوبكم من عشرة أشياء: أولها أنكم عرفتم الله ولم تؤدوا حقه، وقرأتم كتاب الله ولم تعملوا به، وادعيتم عداوة إبليس وواليتموه، وادعيتم حب الرسول وتركتم أثره وسنته، وادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها، وادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن الذنوب، وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له، واشتغلتم بعيوب  غيركم وتركتم عيوب أنفسكم، وتأكلون رزق الله ولا تشكرونه، وتدفنون موتاكم ولا تعتبرون.

       وقال النبي: ما من عبد وأمة دعا بهذا الدعاء فى ليلة عرفة ألف مرة وهي عشر كلمات لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه ما لم يدع بقطيعة رحم أومأثم، أولها سبحان الذي فى السماء عرشه، سبحان الذي فى الأرض ملكه وقدرته، سبحان الذي فى البر سبيله، سبحان الذي فى الهوى روحه، سبحان الذي فى النار سلطانه، سبحان الذي فى الأرحام علمه، سبحان الذي فى القبور قضاؤه، سبحان الذي رفع السماء بلا عمد، سبحان الذي وضع الأرض، سبحان الذي لا ملجأ ولا منجأ منه إلا إليه.

       وعن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه قال: قال رسول الله ذات يوم لإبليس عليه اللعنة: كم أحباؤك من أمتي؟ قال: عشر نفر أولهم الإمام الجائر[337]، والمتكبر، والغني الذي لا يبالي من أين يكتسب المال وفى ماذا ينفق، والعالم الذي صدق الأمير على جوره، والتاجر الخائن، والمحتكر، والزاني، وآكل الربا، والبخيل الذي لا يبالي من أين يجمع المال، وشارب الخمر مدمن عليها. ثم قال النبي صلي الله عليه وسلم  : فكم أعداؤك من أمتي؟ قال: عشرون نفرا أولهم أنت يا محمد فإني أبغضك، والعالم العامل بالعلم، وحامل القرآن إذا عمل بما فيه، والمؤذن لله فى خمس صلوات، ومحب الفقراء والمساكين واليتامى، وذو قلب رحيم، والمتواضع للحق، وشاب نشأ فى طاعة الله تعالى، وآكل الحلال، والشابان متحابان فى الله، والحريص على الصلاة فى الجماعة، والذي يصلى بالليل والناس نيام، والذي يمسك نفسه عن الحرام، والذي ينصح (وفى رواية: يدعو للأخوان) وليس فى قلبه شيء، والذي يكون أبدا على وضوء، وسخي، وحسن الخلق، والمصدق ربه بما ضمن الله له، والمحسن إلى مستورات الأرامل، والمستعد للموت.

       وقال وهب ابن منبه: مكتوب فى التوراة من تزود فى الدنيا صار يوم القيامة آمنا من عذاب الله، ومن ترك الحسد صار يوم القيامة محمودا على رؤوس الخلائق، ومن ترك حب الرياسة صار يوم القيامة عزيزا عند الملك الجبار، ومن ترك الفضول فى الدنيا صار ناعما فى الأبرار ومن ترك الخصومة فى الدنيا صار من الفائزين، ومن ترك البخل فى الدنيا صار مذكورا عند رؤوس الخلائق، ومن ترك الراحة فى الدنيا صار يوم القيامة مسرورا، ومن ترك الحرام فى الدنيا صار يوم القيامة فى جوار الأنبياء، ومن ترك النظر فى الحرام فى الدنيا أفرح الله عينه يوم القيامة فى الجنة، ومن ترك الغنى فى الدنيا واختار الفقر بعثه الله يوم القيامة مع الوليين والنبيين، ومن قام بحوائج الناس فى الدنيا قضى الله تعالى حوائجه فى الدنيا والآخرة، ومن أراد أن يكون فى قبره مؤنس فليقم فى ظلمة الليل وليصل، ومن أراد أن يكون فى ظل عرش الرحمن فليكن زاهدا، ومن أراد أن يكون حسابه يسيرا فليكن ناصحا لنفسه وإخوانه، ومن أراد أن يكون الملائكة زائرين [به] فليكن ورعا، ومن أراد أن يسكن فى بحبوحة[338] الجنة فليكن ذاكر الله بالليل والنهار، ومن أراد أن يدخل الجنة بغير حساب فليتب إلى الله توبة نصوحا، ومن أراد أن يكون غنيا فليكن راضيا بما قسم الله تعالى، ومن أراد أن يكون مع الله فقيها فليكن خاشعا، ومن أراد أن يكون حكيما فليكن عالما، ومن أراد أن يكون سالما من الناس فلا يذكر أحدا إلا بخير وليعتبر فيها [الناس] من أي شيء خلقت، ولماذا خلقت، ومن أراد الشرف فى الدنيا والآخرة فليختر الأخرة على الدنيا، ومن أراد الفردوس والنعيم الذي لا يفنى لا يضيع عمره فى فساد الدنيا، ومن أراد الجنة فى الدنيا والآخرة فعليه بالسخاوة لأن السخي قريب إلى الجنة وبعيد من النار، ومن أراد أن ينور قلبه بالنور التام فعليه بالتفكر والإعتبار، ومن أراد أن يكون لديه بدن صابر ولسان ذاكر وقلب خاشع فعليه بكثرة الإستغفار للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.

الحمد لله رب العالمين

فهارس الكتاب

1.     مقدمة................................................ 1

2.     باب الثنائي..........................................  2

3.     باب الثلاثي..........................................  9

4.     باب الرباعي.........................................  26

5.     باب الخماسي........................................  39

6.     باب السداسي........................................   50

7.     باب السباعي.........................................  58

8.     باب الثماني..........................................  63

9.     باب التساعي.........................................  65   

10.      باب العشاري........................................ 68   

للإمام أحمد بن علي بن محمد بن أحمد

ابن حجر العسقلاني

طبعة جديدة ميسرة

جمع وترتيب

الحاج أحمد وزير علي

عنوان: معهد منبع المعارف الإسلامي

شارع إمام بونجول رقم 83 ديناير جومبانج

رقم البريد 61416 رقم الهاتف: (0321) 864577

من منشوراتنا

1.       الآجرومية في ثوبها الجديد (منهج جديد)

2.       تعليم المتعلم (طبعة جدبدة محققة)

3.       الاستعداد ليوم المعاد (طبعة جدبدة ميسرة)

4.       لقمان الحكيم و حكمه ( طبعة جدبدة و مع الترجمة إلي الاندونيسية)

5.       تنوير القلوب، بحث في العقيدة الاسلامية (طبعة مفصلة)

6.       قامع الطغيان (طبعة جدبدة مختصرة و مزيدة)

7.       الأحاديث القدسية للإمام الغزالي

8.       مقدمة في علوم التفسير (شرح مختصرة للمنظومة الزمزامي)

9.       مختصر الكبائر (طبعة جديدة)

10. علج نفسك بالقرآن (طبعة جديدة مع الترجمة إلي الاندونيسية)

11. الأحاديث المختارة في تهذيب النفوس (طبعة جديدة مستقلة ميسرة)

12. القواعد الصرفية الميسرة (منهج جديد ميسر)

13. الأدب للغزالي

14. الثقافة الاسلامية (بحث في الفكر الاسلامي و المذاهب الهدامة)

15. تفسير يس (كبعة جديدة ميسرة)

16. تدريبات النحو (أسئلة ألفية ابن مالك)

17. شرح جديد لمنظومة البيقونية.

---

[1]         قال رسول الله صلعم: من أصبح لا ينوي الظلم على أحد غفر له ما جنى ومن أصبح ينوي نصرة المظلوم وقضاء حاجة المسلم كانت له كأجر حجة مبرورة.

[2]         أي العاملين. قال النبي صلعم: سيأتي زمان على أمتي يغرون من العلماء والفقهاء فىبتليهم الله بثلاثة بليات: أولها يرفع الله البركة من كسبهم والثانية يسلط الله عليهم سلطانا ظالما والثالثة يخرجون من الدنيا بغير إيمان.

[3]         أي العلم النافع.

[4]  أبو بكر الصديق: عبدالله بن أبي قحافة من بني تيم. أول من أمن من الرجال، وتخلى من منصبه فى قومه ليتبع رسول الحق، سمي الصديق لقبوله قصة الإسراء والمعراج يوم راود الشك نفوس كثير من المسلمين. وهو رفىق الرسول فى الغار، ثاني اثنبن، ووالد أسماء ذات النطاقتين، وعائشة أم المؤمنين، ندبه الرسول الإمامة فى الصلاة فى مرضه، ثم تم له البيعة يوم سقيفة بني ساعدة. وخاض غمار حروب الردة فثبت الإسلام بعد وفاة الرسول، إذ قاتل المرتدين إن منعوه عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله. وهو أول العشرة الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض، فبشره بالجنة. ت 13 هـ.  بعد خلافة دامت سنتين وشهورا خمسة.

[5]  عمربن الخطاب: أبو حفص، الفاروق، من بني عدي، الذي طالما سفر بين قريش والقبائل الأخرى، كان أحد العمرين اللذين دعا الرسول ربه أن يعزبهما الإسلام. وقصة إسلامه مشهورة مثل قصة درته فيما بعد. بنته حفصة أم المؤمنين وعبد الله بن عمر، وهو جد عمر بن عبد العزيز الأموي من جهة أمه. إنه بطل يوم السقيفة والمظفر فى حروب الفتح، فى قارس والشام وفلسطين ومصر. كان ثاني الراشدين، وتوفى بعد خلا فة عشر سنين وشهرا، وطد أثناءها رسوخ الدين الجديد فى معظم العالم العربي اليوم. طعنه المجرم أبو لؤلؤة، المجوسي، وقيل بالتواطؤ مع الهر مزان وكعب الأخبار.

[6]         عثمان بن عفان: ثالث الراشدين، وممن جاد بماله فى عام الرمادة وجهز أكثر من غزوة من ماله فى سبيل الأسلام، وزوج بنتي رسول الله واحدة بعد الأخرى. فى عهده استمرت الفتوح فى ليبيا والسودان، وهو من خط المصحف الشريف وجمعه خشية الضياع بعد استشهاد الكثير من الحفظة فى حروب الردة وحملات الفتوح. ولقد ثار عليه العامة لشيخوخته الرقيقة واستئثار أهل بيته بأمور الحكم. وتسور عليه الثائرون الدار وقتلوه وهو يقرأ القرأن فكان ذلك أول فتنة وأكثرها ألما فى الإسلام. ودامت خلافته اثنتي عشرة سنة وشهورا.

[7]         علي بن أبي طالب: ابن عم الرسول وربيبه وزوج فاطمة الزهراء وأبو سبطي الرسول سيدي شباب الجنة الحسن والحسين. كان أول فتى أسلم، وبات فى فراش الرسول ليلة الهجرة، ثم قتل بطل المشركين عمر بن ود العامري يوم حصارالمدينة، وشارك فى غزوات الرسول جميعها، وإن خلف الرسول فى أهله يوم بدر. ثم كان مستشارا لأبي بكر وعمر وعثمان لا يقطعون رأيا دون أطلاعه. وقد تولى الخلافة بعد عثمان إلا أن معاوية فى الشام لم يبايعه، كما ناهضه أصحاب الجمل، فحاربهم، ثم حدثت واقعة صفين، فالتحكيم، فخروج الخوارج عليه، حتى قتله أحدهم سنة 40 هـ.

[8]         يحيى بن معاذ: ( ... ـ  258 هـ. ) أبو زكريا، واعظ زاهد لم يكن له نظير فى وقته. وهو من أهل الرأي، أقام ببلخ ومات فى نيسابور. وله كلمات سائرة فى الزهد والورع منها: " من خان الله فى السر، هتك الله ستره فى العلانية ".

[9]         الأعمش: (61 ـ 148 هـ.) سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، أبو محمد، الملقب بالأعمش، تابعي مشهور، أصله من الري، ومنشأه ووفاته بالكوفة. كان عالما بالقرأن والحديث والفرائض، ويروي نحو (1300) حديث. قيل: لم ير أحد السلاطين والملوك أحقر منهم فى مجلس الأعمش مع شدة حاجته و فقره.

[10]   سفيان الثوري: (97 ـ 161 هـ.) سفيان بن سعيد ابن مسروق الثوري، أبو عبد الله، أمير المؤمنين  فى الحد يث. ولد ونشأ فى الكوفة، راوده المنصور أن يلي القضاء فأبى، وطلبه المهدي فتواري. له من الكتب: الجامع الكبير، الجامع الصغير، الفرائض، ولإبن الجوزي كتاب فى مناقبه.

[11] أي لا تعدوها صغارا.

[12] أي الملازمة.

[13] أي الخير الكثير.    

[14] أي هلك شديد.

[15] أي لان قلبه فيقبل النصيحة وسخشع لها.

[16]   كفران النعمة: إنكارها وجحودها وعدم الشكر عليها، من كفر (بثلاثة فتحات) بمعنى غطى، ومنه، الليل الكافر.

[17]   أي شغل ولها عن أخرته.

[18]  أي الأماني.

[19]  أي المحبة.

[20]  أي اجراء الأمور على علم العواقب.

[21]  حسم الطمع: لم يطمع هو فى تجارة أومال لديه فيه منافع  للمسلمين، أو منع غيره أن يطمع فيهم كما فعل الخليفة الثالث عام الرمادة، ورفض بيع حمل قافلته الموقرة بالطعام من الشام.

[22]   أي العظة.

[23]   عبد الله بن مسعود: (... ـ32 هـ.) غافل بن حبيب الهذلي، صحابي من أكابرهم، وهو من السابقين إلى الإسلام وأول من جهر بقراءة القرأن بمكة. قدم المدينة فى خلافة عثمان وتوفى بها عن ستين سنة. وكان قصيرا جدا كثير العشق للطيب. وله  فى كتاب: البيان والتبيين، للجاحظ، خطب ومقالات.

[24]   داود النبي: أرسله الله إلى بني إسرائيل وأنزل عليه الزبور، وألان له الحديد، كان صواما قواما، قاد بني إسرائيل بعد التيه فى قتالهم ضد كنعان والفلسطينين القادمين من كريت، ثم أسلم الملك إلى ولده النبي سليمان.

[25]   أي بخل شديد.

[26]   أي الليالي الباردة التي يتأذى  منها الناس فى العادة، فكيف بالوضوء  بالماء أنذاك.

[27]   المكاره: أوقات الشدة، كالمرض وفى الحرب وعند فقدان عزيز.

[28]   إبراهيم: سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام.

[29]   أي تكشف الغموم.

[30]  الحسن البصري: المحدث والواعظ والقصاص المشهور فى البصرة،   وإمام واصل بن عطاء الذي اعتزل واصل، مجلسه فى المسجد وصار إمام المعتزلة. وكان الحسن شيخ البصرة فى العربية والفقه والكلام بلا منازع.

[31]  زلفى: قربى من الله وفوز برضوانه.

[32]  تابوتا: صندوقا فيه أسفار وكتب دينيه.

[33]  نبيهم: أي النبي الذي عاصر ذلك الرجل (لا موسى كليم الله).

[34]   أبو سليمان الداراني: (... ـ215 هـ.) عبد الرحمن بن أحمد بن عطية العنسي، زاهد مشهور من أهل داريا بغوطة دمشق، رجل إلى بغداد للعلم، ثم عاد إلى دمشق وتوفى فى بلده. كان من كبار المتصوفين. ومن كلامه " خير السخاء ما وافق الحاجة".

[35]   أطلبنك: أقصدنتك راجيا أملا، لامطالبا.

[36]   إبراهيم النخعي: (... ـ 71 هـ.) إبراهيم بن الأشتر النخعي، قائد شجاع من أصحاب مصعب بن الزبير. قاد جيوشه فى مواطن الشدة، على المختار الثقفى ثم ضد جيوش عبد الملك بن مروان، وقتل فى مسكن ودفن بسامراء. وكان على شجاعته ميالا إلى الزهد والورع.

[37]       أي يرسل بعضهم الكتابة بتلك الثلاثة.

[38]       عزير: نبي بني إسرائيل الذي أماته الله ثم أحياه هو وحماره، قنظر إلى طعامه لم يتسنه بعد أن لبث فى الموت مائة عام.

وقد زعم اليهود أن عزيزا ابن الله، كما زعم النصارى فيما بعد أن المسيح ابن الله، لا إله ألا هو، لم يلد ولم يولد.

[39]       أي عيوبك.

[40]    حاتم لأصم: (... ـ237 هـ.) حاتم بن عنوان، أبو عبد الرحمن المعروف بالأصم. زاهد اشتهر بالورع والتقشف. من أهل بلخ. اجتمع بأحمد بن حنبل، وشهد بعض معارك الفتوح. وكان يقال : " حاتم لقمان هذه الأمة".

[41]    أي ترك المعصية وعمل الطاعة.

[42]    أي جماعة يعاشرونه.

[43]    أي الإتساع فى المعيشة.

[44]   أي أحسن إليه.

[45]   أي صرت عبدا له.

[46]   إبراهيم بن أدهم: (... - 161 هـ.) التميمي، البلخي، أبو اسحق، زاهد مشهور. كان أبوه موسرا فتفقه ورحل إلى بغداد وجال فى العراق والشام والحجاز. وكان يعيش من العمل بالخصاد وحفظ البساتين والحمل والطعن ويشترك مع الغزاة فى قتال الروم. مات والده وخلف له مالا عظيما، فلم يعبأ بكل ذالك وظل على زهده. وكان يلبس فى الشتاء فروا لاقميص تحته.

[47]   أي قاطعا للقلوب عن محبوباته.

[48]   أي من يسكن قلبي.

[49]   محمد بن عبد الله الشبلي (712 - 769 هـ.): أبو عبد الله بدر الدين بن تقي الدين. ولد بدمشق، ورحل إلى القاهرة وولي قضاء طرابلس الشام. كان ذا محاضرة مفىدة ومنظوم ومنثور: من كتبه : محاسن الوسائل إلى معرفة الأوائل.

[50]   العارفين: الصوفين.

[51]   الوصلة: (بضم الواو) الإتصال بالذات فى نشوة عشق الخلوة.

[52]   أي مشرق.

[53]   أي لذيذ فى السماع وشارح فى القلب.

[54]    أي جيد.

[55]    ابن عباس: حبر الأمة، الصحابي الجليل. نشأ فى بدء عصر النبوة، فلازم الرسول وروي عنه الحد يث. وشهد مع علي الجمل وصفين. له فى الصحيحين 1660 حديثا. وكان الناس بأتونه لأيام العرب ووقائعهم وفى الأنساب. وإليه وإلى جعفر الصادق يعيد الشيعة معظم أحكامهم فى الفقه.

[56]   لقمان الحكيم: اختلف فيه فقيل نبي مرسل إلى بني إسرائيل. وقيل حكيم عربي، وفى سورة " لقمان " فى القرأن الكريم قول فصل فى ذلك.

[57]   فروحه: أي روح المرء، ولذلك أضفنا ما بين القوسين.

[58]   البلغم: (بسكون بين فتحتين).

[59]   كعب الأخبار: الحكيم اليهودي الذي أسلم وحسن إسلامه كما يري الرواة.. وروي الحديث وكان أول القصاصين فى الإسلام، غير أنه تدور على الشبهة هو والهر مزان الفارسي فى التأمر على الفاروق عمر، وإليه يعزي ما تسرب إلى كتب الأخبار والتاريخ الإسلامية من الإسرائيليات فيما بعد.

[60]   نصوحا: خالصة.

[61]   الجديدان: الليل والنهار.

[62]   أن يكون إبنتي: (هكذا فى الأصل) والأصح " تكون "، وقد تم ذلك بعائشة أم المؤمنين، حميراء هذه الأمة.

[63]   أي فى وقت شدة الحرّ.

[64]   أي للأعداء.

[65]   أمرك: كنف الخطاب تعود إلى المخاطب وهو الرسول الكريم.

[66]   فقال: أي الرسول. والخطاب لسيدنا جبريل.

[67]   أي إلى الطريق المستقيم.

[68]   أي المطيعين.

[69]   أي الفقراء.

[70]   أي وجود الحاجة.

[71]   أي اعتمد.

[72]   أي الإمتناع عن السؤال من الخلق.

[73]   سفيان بن عيينة: (107 ــ 198 هـ.) الهلالي، الكوفى، محدث الحرم المكي، من الموالي، كان حافظا ثقة، واسع العلم، كبير القدر. قال الشافعي: لولامالك وسفيان لذهب علم الحجاز، له " الجامع" فى الحديث، وله كتاب فى " التفسير".

[74]   وهب بن منبه: من يهود اليمن الذين أسلموا وروواالحديث، لكن فى أخباره ودعواه بالعلم العريض فى التورة شكا كبيرا، وقد شارك فى نشر الإسرائيليات فيما تلى من الزمان. وعنه أخذ السيرة محمد بن هشام صاحب سيرة الرسول الكريم.

[75]   ذو النون المصري (... ــ 245 هـ.): ثوبان بن إبراهيم الإخميمي المصري، أبو الفياض، أحمد الزهاد العباد المشهورين، نوبي الأصل، كانت له فصاحة وحكمة، وهو أول من تكلم فى مصر فى " ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية". اتهمه المتوكل العباسي بالزندقة، فاستحضره واستمع إليه، ولم يجد لديه شيئا من ذلك فأطلقه معززا مكرما، حيث عاد إلى مصر وتوفى بها.

[76]   أي مربوط يحبه.

[77]   أي سريع.

[78]   أي صالح زائد فى كل وقت.

[79]   مالك بن دينار (... -131 هـ.)، البصري، أبو يحيى، من رواة الحديث. كان ورعا يأكل من كسبه، ويكتب المصاحف بالأجرة. توفى فى البصرة.

[80]   وفى نسخة أحبس.

[81]    أبو ذر الغفاري: الصحابي المعروف، والزاهد الذي ثار على ترف الخليفة عثمان فنفاه إلى الشام، فكره الحال حين ولي معاوية فأخرجه من دمشق، ففر أبو ذر ومات فى الجهاد.

[82]    محمولك من الدنيا.

[83]    أي طلوع العقبة الجبل صعب، فإن أمور الآخرة شبيهة بالبحر العميق والسفر البعيد وبالعقبة الصعبة لكثرة الأهوال.

[84]    المعتبر المميز بين الحسن والقبيح وهو الله.

[85]    مطلع ومراقب لجميع الأهوال.

[86]    صرفه: تقلبه وعدم ثبوته على حال.

[87]   أي التوسط بين الإفراط والتفريط.

[88]   أي ذوي الولاية.

[89]   أي تفرقت الكواكب.

[90]   أي من ظهور البدع وغلبة الأهواء واختلاف العقائد.

[91]   أي متُّ.

[92]    أي من الفتن والحروب والإرتداد واختلاف القلوب.

[93]    عبد الله بن المبارك: 118 - 181 هـ. ابن واضح الحنظلي بالولاء، التميمي، المروزي أبو عبد الرحمن، شيخ الإسلام، المجاهد التاجر، جمع الحديث والفقه والعربية وأيام العرب. كان من سكان خراسان، وله كتاب فى " الجهاد " الذي مات لدى منصرفه منه فى غزو الروم  بشمال العراق.

[94]    أي التهيؤ لدخول القبر بفعل الأعمال الصالحة.

[95]    أي حذر.

[96]    بالدال المهملة: أي فنيت أو بالذال المعجمة أي انقطعت.

[97]    قال النبي: الصمت أرفع العبادة.

[98]    سنام: بكسرالسين. لعل الصواب بفتح السين.

[99]    أي المتجاوزين عن الحق إلى الباطل.

[100]   وهو ترقب ما يستبعد حصوله. قال النبي صلعم: إن أشد ما اتخوف عليكم خصلتان: اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فإنه يعدل عن الحق وأما طول الأمل فالحب للدنيا.

[101]   من حذر: خشية أن يصيب صاحبه مما لا يحل له.

[102]   أي مضبوطة بعددها وزمانها ومحلها.

[103]   أي العمل الصالح.

[104]   أي بالرضا والشكر.

[105]   أي أعلام.

[106]   أي وهي لباس الطبيعة.

[107]   أي من الصفات المذمومة.

[108]   روي أنه صلعم قال: يا معاوية إياك والغضب فإن الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل.

[109]   روي أنه صلعم قال: إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. رواه أبو داود.

[110]   أربع كتب: والصحيح أربعة كتب.

[111]   أي صار قويا.

[112]   أي خلص من الهلاك وبعد عنه فى الدنيا والآخرة.

[113]   أي خلص من الآفات.

[114]  الآية 39 من سورة أل عمران.

[115]  غالبا: مسيطرا وقاهرا.

[116]  على اللسان: على زلل.

[117]  أي ظاهرين.

[118]  أي لا يمنعون من اعطاء السائل مما أعطاه الله ولا يمنعون الواجب عليهم.

[119]  بيوسف: لأن النبي يوسف بيع رقيقا إلى عزيز مصر.

[120]  أي لا يمنعه من الرزق.

[121]  أي لا يمنعه من صحة البدن.

[122]  أي فى الساعة الحاضرة بل يمهله ولا يهمله.

[123]  القناعة: الرضى بالقسمة وسكون القلب عند عدم المألوفات.

[124]  أي الألم.

[125]  أي قصد الإضرار.

[126]  أبو نواس: (الحسن بن هانىء) الفارسي الأصل الإسلامي الثقافة، وكان راوية متقنا للحديث، لولا ما اشتهر عنه من المجون وشعر الخمريات لحسن المحدثون الأخذ بروايته. وكان فقيها متقنا للعربية وصاحب النوادر. ولكنه تاب أخر عمره، بعد الخليفة الأمين بن هارون الرشيد.

[127]  الأخرى: أي النقمة والعذاب.

[128]  أي يعطون أجورهم كاملة.

[129]  ديوان: سجل مرقوم فيه أعمالهم من حسنات وسيئات.

[130]  أي جمع خصيم وهم من لهم الحق على من ظلمهم بأخذ أموالهم أو غيره.

[131]  أي عمله

[132]  أي من ملاطفتهم بالقول والفعل.

[133]  روي أنه صلعم قال: من كف غضبه كف الله عنه عذابه.

[134]  أي فى وقت الفقر وصعوبة المال.

[135]  أي منع الحرام.

[136]  أربعة: (كذا فى الأصل) والصحيح أربع.

[137]  المفقود: أي الميت من الأهل والولد.

[138]  أي بعداء.

[139]  أي بعيد.

[140]  أي حصول القبول.

[141]  أي جمع سراج.

[142]  أي الإحتراز بطاعة الله عن عقوبته.

[143]  وهو تحقيق التصديق بالغيب بإزالة كل ريب.

[144]  خمس: (كذا فى الأصل) لو لا خمس خصال.

[145]  روي أنه صلعم قال: التائب من الذنب لمن لا ذنب له رواه البيهقي.

[146]  يغلب الفرج: يغلب حفظ الفرج بالتعفف عن قذف المحصنات وحفظ اللسان بصونه عن فحش القول.

[147]   يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك.....

       يا أيها النبي....

       يا أدم ادخل أنت وزوجك الجنة.....

       قال يا نوح إنه ليس من أهلك.....

       أراغب أنت عن ألهتي يا إبراهيم.....

       يازكريا خذ الكتاب بقوة.....

[148]   قال تعالى: إنا أعطيناك الكوثر.

[149]   عبد الله بن عمرو بن العاص: أبوه فاتح مصر، وهو التقي الورع الذي كان يكتب فى صحيفته حديث رسول الله، حتى قال أبو هريرة ليس عند أحد أكثر منى من حديث رسول الله إلا ما كان عند عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب فى صحيفة له.

[150]  بنعمة: أي نعمة (أعطي نعمة).

[151]  قال رسول الله صلعم: ألا أدلكم دائكم ودوائكم ان داءكم الذنوب ودواءكم الإستغفار.

[152]  أي العظيمة.

[153]  أي فى تركها.

[154]  أي الدنيا.

[155]  قال بعض العارفين: الفكرة سراج القلب فإذا ذهبت فلا إضاءة. وفى الخبر: تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة.

[156]  قال تعالى: سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق.

[157]  آلاء: نعم (بكسر ففتح) فبأي آلاء ربكما تكذبان.

[158]  قال تعالى: إن الأبرار لفى نعيم.

[159]  قال تعالى: وإن الفجار لفى جحيم.

[160]  أي المشقة.

[161]  يحصن: (كذا فى الأصل) والأسلم تحصن.

[162]  روي عن النبي صلعم أنه قال: المشورة حصن من الندامة وأمان من الملامة.

[163]  لفراقه: بسبب من عدم وجوده أصلا.

[164]  أي بخل مطاع.

[165]  أي الإسراع فى الأمور.

[166]  أي تقدم.

[167]  أي لم يعترف.

[168]  أي ولم يحزن.

[169]  عن عائشة رضي الله عنها: إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه.

[170]  شقيق البلخي (... - 194 هـ.) زاهد صوفى من مشاهير المشايخ فى خراسان، ولعله أول من تكلم فى علوم الأحوال (الصوفية). وكان من كبار المجاهدين، استشهد فى غزوة كولان، ما وراء النهر.

[171]  أي حياتكم وبقاءكم.

[172]  أذنبوا الله: أذنبوا بعصيانه.

[173]  أي المنزلة والمرتبة.

[174]  أي الأصدقاء.

[175]  قال رسول الله صلعم لأبي هريرة: كن ورعا تكن أعبد الناس.

[176]  أي الصدق فى العمل.

[177]  القناعة فى اليد: التعفف عن مال الغير وعرضه.

[178]  أي خدعني.

[179]  أي وقعني فى المهلكة.

[180]  وهي ديار كبيرة مخصنة بالحيطان.

[181]  أي اهوالها.

[182]  قال النبي صلعم: إن الدنيا ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما ولاه وعالما ومتعلما رواه النسائي.

[183]  أي قلب.

[184]  الزائد: ومن يقترف ذلك جزاؤه الطرد من رحمة الله، ففى الأي الحكيم" إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" من كل زيادة فيه أو انقطاع لتلاوته إلى يوم الدين.

[185]  الجبروت: القهر والطغيان.

[186]  أي يقودك إلى الباطل.

[187]  آية 221 من سورة البقرة.

[188]  أي ليجتهد الناس فى الطاعة.

[189]  أي يجنبها الناس خشية الوقوع فيه.

[190]  أي ليجتهد الناس فى احياء جميع شهر رمضان بالعبادة.

[191]  أي الكاتبين لأموال العباد.

[192]   أي فجأة من غير تقدم سبب الموت.

[193]   ستة: (كذا فى الأصل) والأصلح  ست، ولا شك إن الخطأ من الناسخ.

[194]  أي أعظمها.

[195]  أي ستر العيوب.

[196]  أي مثل سفينة لها.

[197]  أبو ذر جمهر: لم نقع على هذا الإسم بين حكماء المسلمين فيما توفر لدينا من المصادر، ونرجح أنه بزر جمهر الوزير فى" كليلة ودمنة".

[198]  الولد: تضم الذكر والأنثى أي الأبن والأبنة.

[199]  أي المتقن الذي لا يتغير.

[200]  الأبدال: العلماء الصالحون والأولياء المقربون عند الصوفية. ولهذه اللفظة مدلول خاص عند الدروز.

[201]  السلطان: قوة الحاكم وصلاحه فى إقامة الشرع، لا سلطان بعينه.

[202]  قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأبدال أربعون رجلا اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشرة بالعراق كلما مات منهم أحد أبدل الله مكانه فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة رواه الحاكم.

[203]  أئسا: منصرفا عنهم إلى الله.

[204]  العجب : الكبر(بسكن وكسر) والزهوالمغرور.

[205]  عن: متولد عن، وناتج من.

[206]  وفى نسخة برجاء الرحمة.

[207]  أي لا يتذكرون الموت. روي أنه صلعم: إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينجح منه فما بعده أشد منه. رواه الترميذي وابن ماجه والحاكم.

[208]  الأحنف بن قيس (3 ق هـ ـ 72هـ.). أبو بحر، سيد تميم، وأحد العظماء الفصحاء الشجعان الفاتحين. يضرب به المثل فى الحلم، أدرك النبي صلعم  شهد الفتوح واعتزل يوم فتنة الجمل، وشهد صفين مع علي، وحديثه مع معاوية مشهور.

[209]   مروة: (كذا فى الأصل) أي مروءة.

[210]   أي حاضرا عنده.

[211]   أي التزم.

[212]   روي أنه صلعم قال: أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان. رواه البيهقي.

[213]   يرجو النجاة ولا يسلك مسالكها: (هكذا فى الأصل، والشطر    مكسور الوزن، أما الصحيح فهو: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على الجمد

[214]   أي طبيعي.

[215]   مرابط: ملازم تفوى الله. إذا لم يكن الرباط فى العواصم والثغور أداء لفريضة الجهاد، قد انتشر بعد.

[216]   حاضر: أي عاجل، وعلى الفور.

[217]  أي سالت.

[218]  أي كتمها عن الناس.

[219]  أي فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه.

[220]  أي امتنع.

[221]  أي المهلكات.

[222]  أي يفتى.

[223]  أي يحرك.

[224]   يفسد: اقرأ (تفسد) والخطأ من الناسخ.

[225]   أي مصيبة.

[226]  عن أبي ذر الغفار قال قال رسول الله صلعم: إياك وكثرة الضحك فإنه يموت القلب ويذهب بنور الوجه.

[227]   روي عن النبي صلعم أنه قال: المزاح أشد راج من الشيطان واختداع من الهوى.

[228]   سقطه: سقط الكلام ولله والتافه منه.

[229]   أي يتيمين.

[230]   آية 83 من سورة الكهف.

[231]  أي يحزن.

[232]  عن: (كذا فى الأصل) والصحيح: عند علي، أي فى مجلسه.

[233]  أي افتراء الكذب والقذف بالباطل.

[234]   يعاقب: (مبني للمعلوم كذا فى الأصل) والأسلم بناؤها للمجهول.

[235]   اللب هو العقل.

[236]  جابر بن عبد الله الأنصارري: (16ق هـ - 78هـ.). صحابي من المكثرين فى الرواية عن النبي، وله ولأبيه صحبة غزا تسع عشرة غزوة، وفى أخر أيامه كانت له حلقة فى المسجد النبوي. روي له البخاري ومسلم فى الصحيحين (1540) حديثا.

[237]   جبرائيل: فى الأصل جبرئيل.

[238]  المبطون: من سالت بطنه لعلة مزمنة، فمات.

[239]  صاحب ذات الجنب: المصاب بذلك الداء.

[240]  عن الولادة: فى النفاس أو من أثره.

[241]  أي الإمتناع من المسئلة.

[242]  أي حسن الهيئة.

[243]  أي فعل الحسن.

[244]  كيفية الله: إثارة التساؤل عن " كيف هو الله" والله لا كيف له يبلغه العقل القاصر.

[245]  قلبه: قلب العارف بالله.

[246]  أي يرى أن نفسه لا مقدار لها.

[247]  أي يرى أن حسناته قليلة.

[248]  أي يرى أن سيئاته كثيرة.

[249]  أي أن الناس يقتدون به فى جميع حالاته.

[250]  ذرية: لم نعثر لهذه الرواية على سند، ونحن نتحفظ فيها عن أبي حفص.

[251]  أي المسكرات.

[252]  أي من البلايا.

[253]  أي علاماتهم.

[254]  أي المضيء.

[255]  أي من خوف غضب الله.

[256]  أي الخير.

[257]   أي لحم الأسنان.

[258]   أي النفس من الأنف.

[259]   وهو خلط من أخلاط البدن كالصفراء والسوداء والدم والبلغم وفى رواية ويصلح المعدة.

[260]  البخرة: رائحة الفم الكريهة، وصاحبها أبخر، وما أكرهها فى المرأة حتى ليجوز فسخ عقد النكاح إن لم يعلم بها الرجل قبل العقد.

[261]  أي مشقة.

[262]  أي تدبير.

[263]   حرفة: أي صفة، لامهنة للإرتزاق، كما هو معنى اللفظة الشائع فى الوقت الحاضر.

[264]  الديوث: الذي يجر زوجه أو امرأة من عرضه إلى المنكر لقاء أجر أو منفعة، أو خشية من سطوة.

[265]   وهي كل عدة للحرب.

[266]   أي متلطفا للناس.

[267]  قيصرية: نسبة إلى قيصر الروم، فى ضخامتها وأبهتها دون اتعاظ بعبرة الموت ولا نأثر بالزهد.

[268]  كسروية: نسبة إلى أكاسرة فارس فى فخامتها فراشها وسعة الإنفاق عليها من مظالم الرعية.

[269]  قارونية: نسبة إلى قارون فى مملكة ليديا بأسيا الصغرى، وكثرة ما حوى من الذهب وكنوز المال.

[270]   طالوتية: نسبة إلى طالوت الظالم لبني إسرائيل بعد التيه.

[271]   جالوتية: نسبة إلى جالوت... أي فيها ازدهاء وكبر وعجرفة.

[272]  ماردية: الأرجح أن تكون نسبة إلى المردة فى سعة الرقعة وغنى الثمار والبعد عن القصد والتواضع.

[273]   فرعونية: نسبة إلى فراعنة مصر وجبروتهم وأدعائهم الربوبية والتحكم فى رقاب البشر.

[274]   عاجيلية: الأرجح أن تكون اللفظ (عاجلية) أي من صفة العاجلة وهي الدنيا الفانية. أي أن القضاة يطلبون الثراء والجاه ولو جاء من غير وجه شرعي.

[275]   المحمدية: أي صفات الدين الذي جاء به محمد من استقامة وتقوى وصلاح.

[276]   والشعر مكسور التفعيلات. وهو إلى المناجاة أقرب من إلى النظم.

[277]  يأتيه: أي يأتي الملك إلى العبد.

[278]  أي ولا يفزعه.

[279]  الفزع الأكبر: يوم القيامة.

[280]   يا أيها الناس.... الأية 57 من سورة يونس.

[281]   قد جاءكم.... الأية 15 من سورة المائدة.

[282]   وكذلك أوحينا.... الأية 52 من سورة الشورى.

[283]   وأنزلنا إليك الذكر.... الأية44 من سورة النحل.

[284]   وتجلس : والأصح وتجالس.

[285]   شفيعة: (كذا فى الأصل، بالتاء المنقوطة) والأصح أن تكون شفيعه بالهاء، العائدة إلى العبد.

[286]   أي الأمور المفزعة.

[287]   أي الموت.

 [288] إقلاع : أي إقلاع من المعاصي، ومجانفتها.

[289]  كانوا قليلا من الليل... الأيتان 17- 18 من سورة الذاريات.

[290]  أنس بن مالك: الصحابي المعروف خادم رسول الله وألصق الأفراد بخدمته، وهو ثقة فى الحديث والرواية.

[291]  أي تتكبر.

[292]  أي تصير ذليلا.

[293]  أي مواضع اجتماع الناس.

[294]  أي منفردا.

[295]  الماء على وجهه: أي ماء وجهه وهو الحياء والكرامة.

[296]  أي يطلب من ذلك الطبيب أن يذكر صفاة الدواء.

[297]  من اضافة المشبه به للمشبه أي اجعل التوبة المشبهه بالاهليلج فى ان كلا يذهب الوسخ فالاهليلج يذهب وسخ البطن و التوبة تذهب الذنوب.

[298]  أي المدقة.

[299]  آمن: (كذا فى الأصل) والصحيح، بتسكين الميم.

[300]  أي عدم خوف من الله.

[301]  أي عدم الخوف من المخلوق خروج عن الطاعة.

[302]  أي المخلوق.

[303]  أي عبد له.

[304]  أي عدم المال فى يده.

[305]  أي سراق الكفن من القبور.

[306]  أي للزنا.

[307]  أي الطبل الصغير.

[308]  أي وهو التكبر.

[309]    أي قوام الدين.

[310]   روي أنه صلعم قال: صلاة الرجل نور فى قلبه فمن شاء منكم فلينور قلبه رواه الديلمي.

[311]   روي أنه صلعم قال: قم فصل فإن الصلاة شفاء رواه أحمد وابن ماجه.

[312]  عائشة: أم المؤمنين وبنت أبي بكر، والزوجة المفضلة عند رسول الله التي يقول فيها خذوا ثلث دينكم عن هذه الحميراء، حديثها ثقة، وفقهها عظيم. شاركت يوم وقعة الجمل.. ولا نقول فيها إلا صدقا.

[313]   سلام عليكم... من الأية 73 فى سورة الزمر.

[314]   تلك الجنة... من الأية 42 فى سورة الأعراف.

[315]  وزوجناهمبحور عين.. من الأية 54 فى سورة الدخان.

[316]  إني جزيتهم... من 111 من سورة المؤمنون.

[317]  أدخلوها بسلام... الأية 46 من سورة الحجر.

[318]  الحمد لله... شكور.. الأية 34 من سورة فاطر.

[319]  الحمد لله...  أجر العاملين.. الأية 74 من سورة الزمر.

[320]  أي الماء الشديد الحرارة.

[321]  أي فراشكم.

[322]  أي مظالكم.

[323]  أي رفعة الدرجات.

[324]  أي الإجتهاد فى طلب المال.

[325]   أي المرور.

[326]   عشرة : (هكذا فى الأصل) والصحيح عشرا.

[327]   الوليد ابن المغيرة :خصم الرسول الألد فى مكة قبل الهجرة، وزعيم المشركين فى الإيذاء والإنكار حتى نزلت فيه الأيات فى رقم 3.

[328]  أي كثير الحلف.

[329]  أي حقير.

[330]  أي كثير الغيبة.

[331]  أي بنميمة.

[332]  أي ظلوم.

[333]  أي متكبر.

[334]  أي دعى منسوب إلى غير الأب.

[335]  أي أعاجيب أحاديث الأولين.

[336]  ولا تطع... الأيات 9 ـ15 من سورة ن.

[337]  أي الظالم.

[338]  أي وسطها.